مقال

الدكروري يكتب عن شيخ أهل مصر إبن وهب ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن شيخ أهل مصر إبن وهب ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع شيخ أهل مصر إبن وهب، وعن ابن وهب قال رأيت عبيد الله بن عمر قد عمي وقطع الحديث، ورأيت هشام بن عروة جالسا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت آخذ عن ابن سمعان، ثم أصير إلى هشام، فلما فرغت قمت إلى منزل هشام، فقالوا قد نام، فقلت أحج، وأرجع، فرجعت فوجدته قد مات، كذا هذه الرواية، وإنما مات هشام ببغداد، فلعله سار إلى بغداد بعد، وقال محمد بن سلمة سمعت ابن القاسم يقول لو مات ابن عيينة، لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه، وروى يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال أقرأني نافع بن أبي نعيم، وقال أبو زرعة نظرت في نحو من ثلاثين ألف حديث لابن وهب ولا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له وهو ثقة وقد سمعت يحيى بن بكير يقول ابن وهب أفقه من ابن القاسم.

 

قلت موطأ ابن وهب كبير لم أره، وله كتاب الجامع وكتاب البيعة وكتاب المناسك وكتاب المغازي وكتاب الردة وكتاب تفسير غريب الموطأ وغير ذلك، وقال أحمد بن صالح الحافظ حدث ابن وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه، قلت كيف لا يكون من بحور العلم وقد ضم إلى علمه علم مالك والليث ويحيى بن أيوب وعمرو بن الحارث، وغيرهم، وقال علي بن الجنيد الحافظ سمعت أبا مصعب الزهري يعظم ابن وهب، ويقول مسائله عن مالك صحيحة، وقال أبو حاتم الرازي هو صدوق صالح الحديث، وقال أبو أحمد بن عدي في ” كامله ” هو من الثقات، لا أعلم له حديثا منكرا، إذا حدث عنه ثقة، وكان من شيوخه، هو أسامة بن زيد الليثي، وأفلح بن حميد، وجرير بن حازم البصري، وداود بن عبد الرحمن العطار.

 

وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن عمر العمري، وعبد الله بن لهيعة، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الملك بن جريج، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، ومسلم بن خالد الزنجي، يونس بن يزيد الأيلي، وكان من تلاميذه، أحمد بن صالح المصري، والربيع بن سليمان الجيزي، والربيع بن سليمان المرادي، وسحنون بن سعيد، وسعيد بن منصور، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وعلي بن المديني، وقتيبة بن سعيد، والليث بن سعد، ويونس بن عبد الأعلى الصدف، وكان من مصنفاته، هو كتاب أهوال القيامة، والموطأ، وسماه النديم “الموطأ الصغير” وقال الذهبي “موطأ ابن وهب كبير لم أره” والقدر وما ورد في ذلك من الآثار، الجامع.

 

وقد صدر بتحقيق ميكلوش موراني، والبيعة، والمناسك، والمغازي، والردة، وتفسير غريب الموطأ، وقد لقبه الإمام سفيان بن عيينة بشيخ أهل مصر، سمع ابن وهب من شيوخ مصر والحجاز والعراق، قد قيل إن شيوخه الذين أخذ عنهم يزيدون عن أربعمائة، إلا أنه أطال الجلوس عند الإمام مالك، حيث تعلم على يديه حتى صار عالما، وكان يحبه الإمام مالك ويقدّره حتى قيل إنه ما نجا أحد من زجر الإمام مالك إلا ابن وهب، وقد كان يلقبه بالفقيه، وكان يسمح له بالكتابة عنه ثم لا يجد مانعا لمراجعة ما كتبه عليه، وكان ابن وهب أحد ناشري المذهب المالكي في مصر، وقد عُرف ابن وهب بكثرة رواية الأحاديث، وعندما كان الناس يختلفون في شيء على الإمام مالك كانوا ينتظرون قدوم ابن وهب من مصر ليسألوه، وروى أبو طالب عن أحمد بن حنبل.

 

قال ابن وهب يفصل السماع من العرض، ما أصح حديثه وأثبته، وقد كان يسيء الأخذ، لكن ما رواه أو حدث به، وجدته صحيحا، وقال يحيى بن معين ثقة، وقال خالد بن خداش قرئ على عبد الله بن وهب كتاب أهوال يوم القيامة وهو من تأليفه، فخر مغشيا عليه، قال فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام رحمه الله تعالى، وعن سحنون الفقيه قال كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا، ثلثا في الرباط، وثلثا يعلم الناس بمصر، وثلثا في الحج، وذكر أنه حج ستا وثلاثين حجة، وعن عبد الله بن وهب قال دعوت يونس بن يزيد إلى وليمة عرسي، وبلغنا أن مالكا الإمام كان يكتب إليه إلى عبد الله بن وهب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره، وقد ذكر عنده ابن وهب وابن القاسم، فقال مالك ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى