مقال

الدكرورى يكتب عن كلمة التقوي والتوحيد.

الدكرورى يكتب عن كلمة التقوي والتوحيد.
بقلم / محمــــد الدكــــرورى

كلمة التقوى هي كلمة الإخلاص والتوحيد، لا إله إلا الله، وهي شهادة الحق ودعوة الحق، وبراءة من الشرك، لأجلها خُلق الخلق وأرسل الرسل، وأنزلت الكتب وما أنعم الله تعالي على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، ولأجل هذه الكلمة أعدت دار الثواب ودار العقاب، ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه، ومن أباها فماله ودمه هدر، وشهادة أن لا إله إلا الله، هي عنوان التوحيد وهي نور الإيمان وهي كلمة قامت بها الأرض والسماوات وخلقت من أجلها جميع المخلوقات وبها انزل الله كتبه، وأرسل رسله وشرع شرائعه، ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين وقام سوق الجنة والنار وانقسمت الخليقة من أجلها إلى مؤمنين وكفار، وعنها وعن حقوقها يكون السؤال والجواب، وعليها يقع الثواب والعقاب.

وعليها نصبت القبلة، وأسست الملة ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله تعالي على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، وهي كلمة التقوى والعروة الوثقى وهي كلمة الإخلاص، وبها تكون النجاة من الكفر والنار والخلاص، وهي مفتاح الجنة وثمنها، وهي دعوة الرسل، وبها كلم الله موسى كفاحا، ومن كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة كما صح ذلك عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهي موجبة للمغفرة، ومنجاة من النار، فقد سمع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله، فقال “خرج من النار” رواه مسلم، وهي التي تفتح أبواب الجنة، كما جاء في حديث عمر رضي الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال.

“ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال لقد ظننت يا أبا هريرة ألا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قبل نفسه” وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، قلت يا رسول الله، كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال “إذا عملت سيئة فاعمل حسنة، فإنها عشر أمثالها” قلت يا رسول الله، لا إله إلا الله من الحسنات ؟ قال “هي أحسن الحسنات” رواه أحمد، وهى برهان على حسن خاتمة الإنسان فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ” وهي أفضل الكلام وأزكاه وأحلى الحديث وأغلاه، فعن الإمام علي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ” وقيل للحسن رحمه الله “إن ناسا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها، دخل الجنة” ولما سئل وهب بن منبه رحمه الله ” أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال بلى ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك” وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته “ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن نعم العُدّة.

لكن، إن لشهادة لا إله إلا الله شروط، فإياك وقذف المحصنات، فهي شهادة ضمان لدخول جنة الرحيم الرحمن، فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ” ومن فضائلها فهي أثقل ما يوضع في الميزان ولا يوازيها عمل من الأعمال إذ الأعمال بدونها هباء، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن نبي الله نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين، آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة، لرجحت بهن، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع.

كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء، وأنهاك عن الشرك والكبر” ولا إله إلا لله تمحو الذنوب والخطايا، وتجدد ما درس من الإيمان في القلب، وهي أفضل الذكر، وأثقل شيء في الميزان، كما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم “أن نوحا قال لابنه عند موته “آمرك بلا إله إلا الله، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن لا إله إلا الله” رواه أحمد، ومعنى لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله، ولا يلجأ العباد ويتضرعون ويفزعون إلا إلى الله، ومعناها لا معبود في الكون بحق إلا الله، لا خالق.

ولا رازق، ولا معطي، ولا مانع سواه، لا يفرج الكرب، ولا يغيث الملهوف، ولا يجيب المضطر، ولا يكشف البلوى إلا الله، لا يشفي إلا الله، لا يحيي ولا يميت إلا الله، فهو الذي يرفع ويخفض، ويعز ويذل، ويغني ويفقر ولا حول ولا قوة الا به .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى