مقال

قراءة في القصة الموجهة ذات الهدف.

قراءة في القصة الموجهة ذات الهدف

للاستشاري النفسي والتربوي د/ آسيا الجري رئيسة جمعية علم النفس الكويتية

📷الكويت / رمضان العوامي

15/3/2022م

أكدت الدكتورة آسيا الجري الاستشاري النفسي رئيسة جمعية علم النفس الكويتية عن أهمية القصة ذات الهدف في معالجة بعض القضايا الأسرية بالنسبة للأطفال ،و وتفصيلاً أوضحت الدكتورة اسيا الجري على أهمية معرفة الآباء والأمهات الجدد بدور القصة الموجهة ذان الهدف التي تركز على أهمية الحوار القصصي اليومي الموجه والذي تكمن أهميته في نوع الرسالة المراد توصيلها حيث أن أفضل الأوقات لسرد الحكاية أو القصة يكون قبل النوم: وأكدت د/ اسيا الجري أن طفالنا هدايا من الله جميلة وإن شعور الطفل بالمساندة والدعم العاطفي له في كل حالاته والأمان النفسي في ظل والديه أو مربيه من اهم ركائز نجاح التواصل من خلال القصة لأنه كفيل بأن يجعل الطفل ككتاب مفتوح مع والديه أو مربيه) والعكس صحيح(.

وأوضحت د. اسيا الجري أن للقصة الموجهة الكثير من الفوائد ومنها:

أولاً: تشبع خيال الطفل خصوصاُ إذا تم سردها بأسلوب مشوق.

ثانياً :تفيد مع الأطفال بشكل عام والطفل الكتوم بشكل خاص.

ثالثاً :معرفة تفاصيل ما مر به الطفل أثناء انشغال والديه وتركه في المنزل مع المربية أو غيرها .. ويكون ذلك من خلال رموز القصة مثل )الأرنب – القط – الكنغر- الدب – الوزٌة – العصفورة)، وضربت مثالاً على ذلك الأرنوبة الأم ذهبت للعمل وتركت إبنها الأرنوب الصغير مع القطة التي كانت ترتب المنزل والقطة أو )القطوة( كانت تحب الأرنوب الصغير كثيرًا فهي تلعب معه ولا تضربه .. إلخ هنا يفهم الطفل أن الأرنوبة الكبيرة هي أمه وهو الأرنوب الصغير والقطة هي العاملة أو المربية فيبدأ يشارك في القصة وشيئًا فشيئًا تستطيع الأم أن تعرف كيف يعامل طفلها أثناء غيابها. كما أن هناك من الآباء والأمهات من يوصل طفله إلى المدرسة أو النادي أو ..إلخ وهناك من يجعل هذه مهمة السائق والعاملة فتقول له الأم هنا ، أن الأرنوب الصغير ذهب مع القطة للمدرسة أو النادي وكان الكانجرو هو الذي يسوق السيارة فيفهم الطفل أن المقصود بالكانجرو السائق وهنا يبدأ بالمشاركة ويقول إذا كان الكانجرو طيبًا في تعامله معه أو لا.

رابعاً : تمكن القصة من معرفة تفاصيل يومه وكيف أمضاه منذ بدايته في المدرسة أو النادي .. إلخ ومعرفة الحالة المزاجية التي كان عليها .. إلخ. فعلى سبيل المثال: دخل الأرنوب الأبيض الصغير إلى الفصل وسلم على أصحابه وكان يجلس بجواره صديقه السنجاب وهو يحب أيضًا أصدقائه الأرانب الأخرى لكن الأرنب البني كان يضايقه قليلاً وهنا تسأل الأم أو المربي هل تضايق فعلاً الأرنوب الأبيض الصغير في الفصل .. ليبدأ مشاركتها .. وتسترسل الأم فتقول كانت الوزة تشرح الدرس وتسأل الأم هل هي طيبة وهل يفهم عليها وهكذا يتم الاسترسال مع الطفل حتى يفصح عن مشاعره وما يجول في خاطره ويدرك أن الوزة التي تشرح الدرس هي المعلمة ليبدأ المشاركة وهكذا.

خامساً: تفيد القصة في توصيل معلومة ما أو كيفية التصرف في المواقف.

سادساً : التغلب على مشكلات الطفل كالخوف فعلى سبيل المثال الخوف من الحشرات فتخصص الأم كل يوم الحديث عن حشرة معينة فمثلا تقوم الأم بسرد قصة عن النحلة وفوائدها وأنها تقوم كل صباح مبكرة لتعمل وتتعب كثيراً لتصنع لنا العسل اللذيذ والذي فيه شفاء لكثير من الأمراض والذي نضعه على طاولة طعامنا وتؤكد له أننا يجب أن لا نمسك النحل بأيدينا مباشرة لأن هناك لباس خاص لذلك يلبسه شخص نسميه النحال والذي يقوم بجني العسل ..إلخ ونوضح أن النحلة تدافع عن الخلية الذي هو بيتها حفاظًا على تعبها في ما صنعت من العسل ومن الهام جدًا أن تقرأ الأم أو المربي عن موضوع القصة )النحلة( قبل حكايتها وأن تدعم القصة بصور جميلة ومشوقة وليس العكس، وكذلك الأطفال الذين يخافون من )الناموسة( تحكي لهم الأم أو المربي بأنه ليس هناك داع لأن نخاف منها فهي ذات حجم صغير بالنسبة لحجمنا وأنها تموت بضربة واحدة وإنا بإمكاننا تجنبها في رش أنواع معينة من الروائح أو الأدوية نحضرها من الصيدلية مخصصة لذلك سواء على الجلد أو في المكان نفسه، وتبسط الأمور لهم من خلال التركيز على أسلوب التشويق.

سابعاً : تفيد القصة في زرع القيم والعادات الأصيلة ، مثل مساعدة الوالدين وبرهما ، الإحسان للفقير والرحمة بالضعيف والحيوان .. إلخ.

ثامناً :يتعلم الطفل من خلال القصة التعاون ، وكيفية الاستفادة من وقته والاحترام وتقدير قيمة النعم ..إلخ ، إن الأطفال هم زينة الحياة الدنيا رزقنا الله إياهم لنسعد بهم لا لنشقى معهم وليملئوا حياتنا بالبهجة والسرور وليس للشقاء والعذاب وهنا يكمن المعنى في الاستبصار بكل نعمة أكرمنا الله بها، ولننتبه إن أسس شخصية الطفل تتشكل في سنواته الأولى فهو يأخذ من أفكارنا ومعتقداتنا وعاداتنا وسلوكياتنا الشيء الكثير، وإن الطفل مرآة عاكسة للبيت الذي تربى فيه والنشأة التي مر بها وهو نموذج مُصَغَّر وواضح عن أسرته فالأسرة كالزارع الذي يحصد ما يزرعه فإن زرعت في طفلها الخصال الجيدة والخير فإنه يكون كذلك حتى وإن مال في حياته مستقبلاً سيرجع حتمًا إلى أساسه السليم، ولتحرص الأم أو المربي على الابتعاد عن النقد واللوم والإجبار والقسوة لأن ذلك يعود سلبًا على ذات الطفل ولتعي إن الكلمة الطيبة والحوار البناء والتوجيه والإحتضان والإحتواء والغفران هي أفضل مفاتيح النجاح لبناء طفل سوي وسعيد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى