مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبي إسحاق السبيعي ” جزء 2″

الدكروري يكتب عن الإمام أبي إسحاق السبيعي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام أبي إسحاق السبيعي، وقال أبو نعيم رحمه الله ومنهم المعمّر الثابت، المشمر القانت، تبصّر فعقل، وتصبّر ففعل هو أبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وهو أبو إسحاق السبيعي، عمرو بن عبدالله بن ذي يحمد، وقيل عمرو بن عبدالله بن علي الهمداني، الكوفي الحافظ، شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها، وهو متصل إلى السبيع، وهو من ذرية سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جُشم بن حاشد بن جُشم بن خيران بن نوف بن همدان، وهو الذي قال وُلدت لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان، ورأيت عليّ بن أبي طالب يخطب، وكان يصلي الجمعة إذا زالت الشمس، وعن أبي إسحاق قال، قال أبي قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخ أبيض الرأس واللحية، أجلح، ضخم البطن، ربعة، عليه إزار ورداء.

 

ليس عليه قميص، ولم يرفع يده، فقال رجل يا أبا إسحاق، أقنت؟ قال لا، وقال أبو إسحاق ضربني علي رضي الله عنه بالدرة عند الميضأة، وعن أبي إسحاق قال رأيت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم أسامة بن زيد، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وابن عمر، يتزرون إلى أنصاف سُوقهم، وعنه قال كنت كثير المجالسة لرافع بن خديج، وكنت أجالس عبدالله بن عمر، ورأيت نساء النبي صلى الله عليه وسلم حججن في زمن المُغيرة في هوادج عليها الطيالسة، وقال أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول سألني معاوية، كم كان عطاء أبيك؟ قلت ثلاثمائة، ففرض لي ثلاثمائة، وقال الذهبي وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء أبيه، ثم قال أبو بكر فأدركت أبا إسحاق، وقد بلغ عطاؤه ألف درهم من الزيادة.

 

وكان رحمه الله من العلماء العاملين، ومن جلة التابِعين، حيث قال الحسن بن ثابت سمعت الأعمش يعجب من حفظ أبي إسحاق لرجاله الذين يروي عنهم، وكان من أقواله، أنه قال سفيان وقال أبو إسحاق كانوا يرون السّعة عونا على الدين، وقال فضيل بن مرزوق سمعت أبا إسحاق يقول وددت أني أنجو من علمي كفافا، وقال أبو بكر بن عيّاش ما سمعت أبا إسحاق يعيب أحدا قط، وإذا ذكر رجلا من الصحابة، فكأنه أفضلهم عنده، وقال مفضل بن صدقة شهدت أبا إسحاق السبيعي سمع رجلا يحدث بحديث فيه قرص لعثمان، فقال له يا فاسق، قم من مجلسي، لا تدخل عليّ أبدا، وغضب غضبا شديدا، وقال سفيان واجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي أنت خير مني يا أبا إسحاق، قال لا والله، بل أنت خير مني، وأسن مني.

 

قلت قلّ فينا من يرى في نفسه أن أخاه خير منه، فضلا عن أن يتفوّه بذلك، بل ولو لوّح أحد أمامه بفضل أخيه ربما وجد في نفسه أشياء، لكن القوم كانوا صادقين مع أنفسهم، قد زادهم العلم تواضعا وخشية، وعن سفيان عن أبي إسحاق قال إذا استيقظتُ بالليل لم أقل عيني، وقال له رجل إن شعبة يزعم أنك رأيت علقمة ولم تسمع منه؟ قال صدق، وروى عن معاوية بن أبي سفيان وعدي بن حاتم وابن عباس والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي جحيفة السوائي وسليمان بن صرد وعمارة بن رويبة الثقفي وعبد الله بن يزيد الأنصاري وعمرو بن الحارث الخزاعي وغيرهم من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، ورأى أيضا اسامة بن زيد النبوي وقرأ القرآن الكريم على الأسود بن يزيد وأبي عبد الرحمن السلمي وكان طلابة للعلم كبير القدر.

 

وروى أيضا عن علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع والضحاك بن قيس الفهري وعمرو بن شرحبيل الهمداني والحارث الأعور وهبيرة بن يريم وشمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد الزهري وعبيدة بن عمرو السلماني وعاصم بن ضمرة وعبد الله بن عتبة بن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي وصلة بن زفر العبسي وسعيد بن وهب الخيواني وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي وحارثة بن مضرب وعبد الله بن معقل وصلة بن زفر وأبي الأحوص عوف بن مالك ومسلم بن نذير والأسود بن هلال وشريح القاضي وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي وكميل بن زياد النخعي والمهلب بن أبي صفرة الأمير والأسود بن هلال المحاربي وخلق كثير من كبراء التابعين تفرد بالأخذ عن عدة منهم، وقال أبوزراعة الدمشقي حدثني عبد الله بن جعفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى