مقال

الدكروري يكتب عن الإمام شمس الدين الذهبي ” جزء 1″

الدكروري يكتب عن الإمام شمس الدين الذهبي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام شمس الدين الذهبي هو محدث وإمام حافظ، وقد جمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالا، المعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها، والإمام الذهبي من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه ومحور تفكيره التاريخي وقيل أن سُمي الإمام الذهبي بالذهبي لأنه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجي الذهب، وسمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية، وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، وله تصانيف في الحديث، وأسماء الرجال وقرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، وقد بلغت مؤلفاته التاريخية وحدها.

 

نحو مائتي كتابا، بعضها مجلدات ضخمة، وقد ولد الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي في كفر بطنا قرب مدينة دمشق في الثالث من شهر ربيع الآخر عام ستمائة وثلاثة وسبعون من الهجرة، الموافق لشهر أكتوبر لعام ألف ومائتان وأربعة وسبعون للميلاد، وقد نشأ في أسرة كريمة تركية الأصل كانت تسكن دمشق ثم سكنت مدينة ميافارقين من أشهر مدن ديار بكر، ويبدو أن جد أبيه قايماز قضى حياته فيها، وكان يعمل والده في صناعة الذهب، فبرع فيه وتميز حتى عُرف بالذهبي، وكان رجلا صالحا محبا للعلم، فعني بتربية ولده وتنشئته على حب العلم، وكان كثير من أفراد عائلته لهم انشغال بالعلم، فشب الوليد يتنسم عبق العلم في كل ركن عمته ست الأهل بنت عثمان لها رواية في الحديث، وخاله علي بن سنجر.

 

وزوج خالته من أهل الحديث، ويعد الإمام شمس الدين الذهبي واحد من الأفذاذ القلائل في مسيرة علوم الحديث والرجال والتأريخ الإسلامي، وقد دلت آثاره العلمية واتجاهاته الفكرية على سعة أفقه وعلمه وحفظه، وقدرته الفائقة على نقد الرجال وتصوير التاريخ، حتى أصبحت أقوال الذهبي فيمن يترجم لهم ويؤرخ، تعتبر عند النقاد والمؤرخين الذين جاءوا بعده أقصى حدود الاعتبار، حيث يجمع الامام الذهبي بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهو يجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالا، المعرفة الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها والامام الذهبي من العلماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من كتبه.

 

ومحور تفكيره التاريخي، ويعتبر الإمام الذهبي هو شيخ المحدثين ومؤرخ الإسلام، وأحد الأفذاذ في مسيرة علوم الحديث والرجال والتأريخ الإسلامي، وفي سن مبكرة انضم إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم حتى حفظه وأتقن تلاوته، ثم اتجهت عنايته لما بلغ مبلغ الشباب إلى تعلم القراءات وهو في الثامنة عشرة من عمره، فتتلمذ على شيوخ الإقراء في زمانه كالعسقلاني والشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن غال المتوفى وقرأ عليهما القرآن بالقراءات السبع، وقرأ على غيرهما من أهل هذا العلم حتى أتقن القراءات وأصولها ومسائلهان وبلغ من إتقانه لهذا الفن وهو في هذه السن المبكرة أن تنازل له شيخه محمد عبد العزيز الدمياطي عن حلقته في الجامع الأموي حين اشتد به المرض، وفي الوقت الذي كان يتلقى فيه القراءات مال الذهبي إلى سماع الحديث.

 

الذي ملك عليه نفسه، فاتجه إليه، واستغرق وقته، ولازم شيوخه، وبدأ رحلته الطويلة في طلبه، وأما عن رحلات الإمام الذهبي وأخذه عن شيوخ عصره، فكانت رحلاته الأولى داخل البلاد الشامية، فنزل بعلبك سنة ستمائة وثلاثة وتسعون للهجرة، وروى عن شيوخها، ثم رحل إلى حلب وحماة وطرابلس والكرك ونابلس والرملة والقدس، ثم رحل إلى مصر سنة ستمائة وخمس وستون من الهجرة، وسمع من شيوخها الكبار، على رأسهم ابن دقيق العيد، وبدر الدين ابن جماعة، وذهب إلى الإسكندرية فسمع من شيوخها، وقرأ على بعض قرائها المتقنين القرآن بروايتي ورش وحفص، ثم عاد إلى دمشق، وفي عام ستمائة وثماني وتسعين من الهجرة، رحل الإمام الذهبي إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وكان يرافقه في هذه الرحلة جمع من شيوخه وأقرانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى