مقال

الدكروري يكتب عن عدلت شهادة الزور الشرك بالله ” جزء 10″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عدلت شهادة الزور الشرك بالله ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع عدلت شهادة الزور الشرك بالله، وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودى على أبي حدرد، وأمره بالدفع، وهو يعلم أنه لا يملك سوى بردته التي عليه ولكنه الحق، وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا من أهل مصر أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال عذت معاذا، قال سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني بالسوط ويقول أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم، ويقدم معه ابنَه، فقدم، فقال عمر أين المصري؟ خذ السوط فاضربه، فجعل يضربه بالسوط، ويقول عمر اضرب ابن الأكرمين، قال أنس، فضرب والله، لقد ضربه ونحن نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال للمصرى ضع على صلعة عمرو، فقال يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني.

 

وقد استقدت منه، فقال عمر لعمرو منذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ قال يا أمير المؤمنين، لم أعلم ولم يأتنى” وكتب أهل سمرقند إلى عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه، إن قتيبةَ بن مسلم غدر بنا، وظلمنا، وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله تعالى العدل والإنصاف، فأذن لنا، فليقدم منا وفد إلى أمير المؤمنين، فأذن لهم، وذكروا ظلامتهم، فكتب عمر إلى عامله إن أهل سمرقند قد شكوا ظلما أصابهم، وتحاملا من قتيبة عليهم حتى أخرجهم من أرضهم، فإذا أتاك كتابي، فأجلس لهم القاضي فلينظر في أمرهم، فإن قضى لهم، فأخرجهم إلى معسكرهم كما كانوا وكنتم قبل أن يظهر عليهم قتيبة، ففعل الوالى ذلك، وقضى القاضى بأن يخرج عرب سمرقند إلى معسكرهم وينابذوا أهل سمرقند، فيكون صلحا جديدا، أو ظفرا عنوة، فقال أهل سمرقند بل نرضى بما كان.

 

ولا نجدد حربا، وتراضوا بذلك، وهذا من عدل الإسلام وسمو القضاء فيه، فاحذر أن تكون من هؤلاء فإن الإثم عظيم، والمرتع وخيم، ويقول عز وجل كما جاء فى سورة الشعراء” وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون” ويظن بعض الناس أن شهادة الزور محصورة فيما يكون من أداء الشهادة واليمين أمام القضاء في المحاكم، وهذا ليس بصحيح، فشهادة الزور لها صور عديدة، وأشكال متنوعة، فإن شهادة الأم لأولادها المسيئين أمام والدهم أنهم صالحون، وأنهم لا يفعلون شيئا، هذه شهادة زور، وأيضا شهادة المدرس لطالبه أنه ناجح وهو فاشل، زيادة الدرجات التي لا يستحقها الطالب لأجل أن ينجح في دراسته وهو لا يستحق هذا، هذه شهادة زور، وأيضا التزكية، أو إعطاء شهادة حسن سيرة وسلوك، لإنسان تعلم سوءه وتعلم شره وفساده.

 

هذه شهادة زور، وأيضا الشهادة لشخص أنه مريض لأجل أن يجمع التبرعات، أو لأجل أن يعالج على نفقة الدولة وغيرها، وهو ليس بمريض، هذه شهادة زور، وأيضا الشهادة لامرأة تزوجت بعد وفاة زوجها أنها ما تزوجت، لأجل أن تستلم معاش زوجها المتوفى، هذه شهادة زور، وأيضا كتابة الفواتير المزيفة التي فيها أرقام غير صحيحة، وفيها خداع وغش، هذه شهادة زور، والشهادة لسلعة أو بضاعة أنها جيدة أو أنها ممتازة وصالحة، وهي ليست كذلك، هذه أيضا شهادة زور، ورفع التقارير غير الصحيحة في أي عمل كان، هذا نوع من شهادة الزور، والتوقيع على ورقة تعلم أن ما فيها غير صحيح وأنه كذب، هذا أيضا شهادة زور، والشهادة على إنسان بأنه ارتكب جرما لأجل أن يعاقب عليه وهو لم يفعل، هذه أيضا شهادة زور.

 

وشهادة العالم للجاهل أنه عالم هذه شهادة زور، وشهادة العالم للحق أنه باطل أو شهادته للباطل أنه حق، هذه أيضا شهادة زور، وهكذا، صور كثيرة متعددة متنوعة نراها ونسمعها ونقرأ عنها في حياتنا اليومية تساهل الناس فيها وتهاونوا في هذه الجريمة العظيمة، فكن شاهدا بالحق، وكن قائما بالقسط ولو كانت شهادتك على أقرب الناس إليك، فإن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة النساء ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهدا لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين” وإن شهدت لأقربائك في الدنيا فإنهم لن ينفعوك في الآخرة بين يدي الله تعالى، وكن شاهدا بالحق ولو كانت شهادة الحق في مصلحة عدوك، فإن الله سبحانه وتعالى يقول كما جاء فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى