مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 7″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن حجر العسقلاني ” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء السابع مع الإمام إبن حجر العسقلاني، وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلا يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرها، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل، فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف” وأما عن نقد مبدأ القصد والنظر، فقد انتقد ابن حجر مبدأ القصد والنظر، وهو أول الواجب على المكلف عند الأشاعرة، وقال “وقد وافق أبو جعفر السمناني وهو من رؤوس الأشاعرة وكبارهم بأن هذه المسألة من مسائل المعتزلة بقيت في مقالة الأشعري من مسائل المعتزلة.

وتفرع عليها أن الواجب على كل أحد معرفة الله بالأدلة الدالة عليه، وأنه لا يكفي التقليد في ذلك” وخلال رحلاته تلك لقي جمعا من العلماء والمسندين، فكان ممن لقيه بمكة جماعة منهم البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق، والعلامة الزين أبو بكر بن الحسين المراغي، وممن لقيهم أيضا المحدث المكثر الشمس أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن ضرغام بن سكر، وأبو الطيب محمد بن عمر بن علي السحولي، وإمام المقام أبو اليمن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطبري، والحافظ أبو حامد بن ظهيرة الماضي، وست الكل ابنة الزين أحمد بن محمد القسطلاني، وأبو الخير خليل بن هارون الجزائري، وظهيرة بن حسين بن علي المخزومي، وأبو الحسن علي بن أحمد بن سلامة، وكان ممن لقيه بمنى، هو العلم أبي الربيع سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الهلالي.

والزين عبد الرحمن بن علي بن يوسف الزرندي، ومحمد بن معالي بن عمر بن عبد العزيز الحراني، وأبو بكر بن الحسين المراغي المذكور سابقا، فقرأ عليه بها أيضا ثاني الطهارة للنسائي، وكذا أخذ عنه أيضا، ووفاء لهذا الشيخ خرّج له أربعون حديثا من عواليه عن أربعين شيخا من أصحاب الأسانيد العالية، وقد سافر ابن حجر إلى بلاد اليمن فوصلها في ربيع الأول من سنة ثماني مائة من الهجرة، وقد طاف ابن حجر معظم بلاد اليمن ولقي بها عددا كبيرا من العلماء جالسهم وناقشهم وسمع منهم وسمعوا منه، فلقي بتعز أبا بكر بن محمد بن صالح بن الخياط، والتقى في زبيد بجماعة منهم شهاب الدين الناشري، وشرف الدين ابن المقري، والوجيه عبد الرحمن بن محمد العلوي، وعبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي، وعلي بن الحسن الخزرجي، والموفق علي بن محمد بن إسماعيل الناشري.

وفي عدن التقى الرضي بن المستأذن، وأبا المعالي عبد الرحمن بن حيدر بن علي الشيرازي، كما التقى بالمُهجم أحمد بن إبراهيم بن أحمد القوصي، وعلي بن أحمد الصنعاني، والقاضي عفيف الدين عبد الله بن محمد الناشري، وبوادي الحُصيب إلتقي بالجمال محمد بن أبي بكر بن علي المصري، واجتمع في زبيد وتعز بالنفيس العلوي محدث اليمن، واجتمع في زبيد ووادي الحُصيب بشيخ اللغويين الفيروزآبادي، فقرأ عليه أشياء، من جملتها جزء التقطه ابن حجر من المشيخة الفخرية، فيه أزيد من ثمانين حديثا من العوالي، وسمع منه المسلسل بالأولية بسماعه من السبكي، وكتب له تقريظا على تعليق التعليق وأعطاه النصف الثاني من تصنيفه القاموس المحيط، لتعذر وجود باقيه حينئذ، وأذن له مع المناولة في روايته عنه.

وقد أثار وجود الحافظ ابن حجر في اليمن أهتمام العلماء فأقبلوا على السماع منه والأستمداد من فوائده، حتى طلب منه ابن النفيس العلوي أن يخرَّج لهم من مرويات نفسه، فخرَّج الأربعين المهذبة بالأحاديث الملقبة، في يوم واحد، وكتب وهو هناك بخطه التقييد لابن نقطة، في خمسة أيام، وفصل الربيع في فضل البديع، في يومين، وأخذوا عنه مشيخة الفخر ابن البخاري، والمائة العشاريات لشيخه التنوخي، وحدث بكتاب ابن الجزري في الأدعية المسمى بالحصن الحصين فتنافسوا في تحصيله وروايته، ولما سمع صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل بن عباس بقدوم ابن جر إلى البلاد اليمنية طلب الاجتماع به والسماع منه، فالتقى به ابن حجر وامتدحه في أكثر من ثلاث قصائد، وأهداه تذكرته الأدبية بخطه في أربعين مجلدا لطافا بالإضافة إلى كتب أخري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى