مقال

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 3″

جريدة الاضواء

الدكرورى يكتب عن الإستعداد لإستقبال شهر رمضان ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإستعداد لإستقبال شهر رمضان، ومن حكمة هذا الشهر الكريم أيضا هو استشعار نعمة الهداية إلى دين الإسلام التي منّ الله بها على عباده، حيث قال الله تعالى ” ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ” فعبادة الصيام تجعل المسلم يستشعر نعمة هداية الله تعالى له وذلك حينما يمتنع عن المحرمات، ويلتزم بما أمر به الله سبحانه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان، كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا” رواه البخارى ومسلم، فالمتتبع لأحوال الناجحين والفائزين في مسارات الحياة الدنيا المختلفة، يجدهم يجتهدون في الإعداد والاستعداد، فالطالب المتفوق تجده يعد للسنة الدراسية قبل بدايتها.

 

والعدّاء الماهر يعد للسباق قبل حينه والأمثلة في واقعنا على هذا كثيرة متنوعة، والمشاهد أن ليس كل من يعد ينجح في الإعداد ولا كل من أعدّ واستعد يصل للقمة فحتى الإعداد يختلف من شخص لآخر، وكل بحسب ما بذله من جهد وتعب تجد حصيلته تشير عليه، فما بالك بمن لم يستعد بل لم يفكر بذلك بتاتا فأنى له الفوز؟ ونحن في هذه الأيام المباركة من شعبان ونستعد لدخول رمضان لا بد أن يكون لنا وقفة فهو آخر محطات الاستعداد لدخول شهر العتق من النيران، شهر رمضان شهر القرآن فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية وما يبذلونه، فما بالك بطلاب الآخرة ولا يقارن الثرى بالثريا، ألست أولى منهم؟ ولقد كان السلف رحمهم الله بعيد رمضان يدعون الله أن يتقبله منهم لست أشهر ثم في الست أشهر الباقية يدعونه أن يبلغهم رمضان القادم.

 

فانظر لمدى استشعارهم لمكانة رمضان وأيامه الغالية، فبإذن الله ما نبغيه ونستعد له، هي عبادات موجودة في الأصل وليست بدعة فى الدين ولكن الهدف كيف نزيد من هذه العبادات، فقال الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران ” وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين” وقال تعالى فى سورة المطففين ” وفى ذلك فليتنافس المتنافسون” فنحن نحتاج لوقفة، وقفة للفوز برمضان بإذن الرحمن فلا تدع أيامه تمر عليك كأي أيام عادية فهي أيام غاليات إن ذهبت الآن قد لا تعود أبدا، فكم من أناس لم يكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لم يكتب لهم أن يدركوه هذا العام، فلذلك ضع من الآن خطة وهدفا وأصلح النية وأعدها للاستعداد لرمضان، فإن كتب الله عليك المنية قبيل رمضان مت على نية صالحة وعمل صالح إن شاء الله.

 

وقد وردت العديد من الآيات والأحكام الخاصة بشأن فضل شهر رمضان المبارك، ومن فضل هذا الشهر أن أبواب الجنان تفتح فيه، وتغلق جميع أبواب النيران، وتصفد الشياطين فيتاح للإنسان المسلم فرصة أكبر للتقرب إلى الله عز وجل، وتجنب المعاصي والآثام، وزيادة العبادات والطاعات، ورمضان هو شهر المغفرة، وكسب الأجر والثواب، واستجابة الدعاء، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، وهو شهر الكرم والإحسان والجود والعطاء والصدقات، والإحسان إلى الفقراء واليتامى والمساكين، والشعور بهم، وتقديم العون والمساعدة لهم، وإن من أبرز مظاهر شهر رمضان هو مدفع الإفطار وإن مدفع الإفطار من الموروثات التاريخيّة المهمة، وهو من أبرز مظاهر شهر رمضان المبارك، حيث ارتبط اسمه بروحانيات وعادات رمضان.

 

وأيضا السحور، وهي الوجبة التي يتناولها الصائم في شهر رمضان المبارك قبل آذان الفجر، وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، وهو من أكثر الشهور الهجرية مباركة وخصوصية لدى المسلمين، لكون الله عز وجل فرض عليهم الصيام، في جميع أيام هذا الشهر كواحدة من العبادات التي تقرب المسلم من ربه وتزيد في حسناته وتدخله الجنة، بالإضافة إلى كون الصيام في هذا الشهر واحدة من الأركان الخمس التي يقوم عليها الإسلام إلى جانب الصلاة والزكاة، ولقد تميز شهر رمضان عن غيره من الشهور الهجرية بعدد من الفرائض التى جعلها الله تعالى حصرا على هذا الشهر، والتي تجعل منه شهرا مميزا وخاصا لدى المسلمين، والتي تتمثل في الصوم، وإن الصوم أيام شهر رمضان جميعها هو الصوم الوحيد المفروض من الله تعالى على المسلمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى