مقال

الدكرورى يكتب عن خصائص وفضائل شهر رمضان ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن خصائص وفضائل شهر رمضان ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع خصائص وفضائل شهر رمضان، فيا خسارة المفرطين ويا ندامتهم يوم وقوفهم بين يدي رب العالمين عند سؤاله تعالى لهم ” ماذا أجبتم المرسلين” فاجتهد أيها المسلم في اغتنام أيام العمر ولياليه، واتقوا الله وتزودوا في هذه الحياة فكم في المقابر من أناس صاموا معنا رمضان في أعوام ماضية وهم الآن تحت الثرى رهناء الأعمال واحمدوا الله أن أمهلكم لتدركوا هذا الموسم العظيم فاستعدوا له بالتوبة النصوح والنية الصادقة على استغلاله واغتنامه بالأعمال الصالحة ومن هذه الأعمال الصيام قال صلى الله عليه وسلم” كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به” ومنها القيام فقد قال صلى الله عليه وسلم “من قام إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ” فاحرص على صلاة الترويح مع الإمام.

فقد قال صلى الله عليه وسلم “من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة” وكان السلف يعتمدون على العصي من طول القيام وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر، ومنها الصدقة فقد قال صلى الله عليه وسلم” أفضل الصدقة صدقة في رمضان” ومن الصدقة إطعام الطعام فقد جاء في الحديث الشريف “أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظماء سقاه الله من الرحيق المختوم” ومن الصدقة تفطير الصائمين فقال صلى الله عليه وسلم “ومن فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” ومن الأعمال الاجتهاد في قراءة القرآن الكريم فأكثروا من قراءته بتدبر وخشوع وقد كان للشافعى رحمه الله في رمضان ستون ختمه، وإن عمرة في رمضان تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأكثروا من الاستغفار والدعاء.

خاصة عند الإفطار وفي الثلث الأخير من الليل، ومن الأعمال الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان تحريا لليلة القدر وهي الخلوة الشرعية فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه فما بقي له سوى الله وما يرضيه، وإن من الأعمال الطيبة والمستحبة فى هذا الشهر هو الدعاء خاصة في هذه الأيام الحرجة والظروف والأزمات القاسية التي تمر بها الأمة الإسلامية في أقطار الأرض من الغزو الفكرى والثقافى الهدام والأوبئة الفتاكة فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء وأن يلح على ربه ويتحين مواطن وأوقات الإجابة وتأمل ذكر الله عز وجل للدعاء في وسط آيات الصوم وهو قوله تعالى” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان” وهذه بعض من الأعمال التي تستغل بها أوقات رمضان وعليكم بالصبر والمصابرة.

والجد والمثارة فعند الصباح يحمد القوم السرى، وتذكروا أن هذه الدنيا أيام معدودة وأنفاس محدودة ولا يدرى متى الرحيل فاستعدوا و تزودوا، مادام في العمر فسحة وعش يومك ولا يطول أملك فإن الموت يأتي على غرة، فاعمل ما يجلب لك فى ذلك اليوم المسرة، وتذكر بأن التعب والنصب يزول ويثبت عند الله سبحانه وتعالى الأجر، وإن لمعرفة الأعمال التي ينبغي على المسلم فعلها في شهر رمضان، وهو عمل جدول مقترح للمسلم في شهر رمضان وهو كيفية استقبال شهر رمضان وكذلك كيفية استقبال السلف لشهر رمضان حيث كان السلف الصالح رضي الله عنهم يفرحون أشدّ الفرح بدخول شهر رمضان المبارك عليهم، كما كانوا يدعون الله تعالى أن يبلغهم إياه طيلة ستة أشهر قبل دخوله، ثم يسألونه أن يتقبله منهم طيلة ستة أشهر أخرى بعده.

وكانوا يعدون رمضان مدرسة لتعويد النفس على صيام النوافل، وقيام الليل، والاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم، وسماعه، وتدبره، كما كانوا يسارعون فيه إلى الجود والعطاء، ويحرصون على تطهير أنفسهم وتدريبها على ترك البخل والشح فيه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا يستقبل شهر رمضان بصورة خاصة فلم يكن استقباله كاستقبال سائر الشهور، بل كانت له مكانة خاصة عند النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وعند الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكان صلى الله عليه وسلم يبشرهم بقدومه فقد رُوى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول”أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى