مقال

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي القطان ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي القطان ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الحافظ الفقية يحيي القطان هو يحيى بن سعيد بن فروخ القطان التميمي، أبو سعيد البصري الأحول الحافظ، ويقال مولى بنى تميم، وولد سنة مائة وعشرين من الهجرة ومات سنة مائة وثماني وتسعين من الهجرة، ومنه تعلم أحمد ويحيى وعلى وسائر أئمتنا، وكان إذا قيل له في علته عافاك الله، قال أحبه إلي أحبه إلى الله، وقال عبد الرحمن بن عمر رستة، سمعت علي بن عبد الله يقول كنا عند يحيى بن سعيد، فلمّا خرج من المسجد خرجنا معه، فلمّا صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبيّ، فقال يحيى لما رآه ادخلوا، فدخلنا، فقال للروبيّ اقرأ، فلمّا أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى يتغيّر حتى بلغ قوله تعالي ” إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين” صُعق يحيى وغشي عليه، وارتفع صوته، وكان باب قريب منه، فانقلب فأصاب الباب فقار ظهره وسال الدم.

فصرخ النساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا، ثم دخلنا عليه، فإذا هو نائم على فراشه، وهو يقول قوله تعالي ” إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين” فما زالت به تلك القرحة حتى مات رحمه الله، وهو أحد الأئمة الكبار، وقال عنه ابن عمار، كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنه لا يُحسن شيئا بزيّ التجار، فإذا تكلم أنصت له الفقهاء، وقال أحمد بن محمد بن يحيى القطان لم يكن جدّي يمزح، ولا يضحك إلا تبسّما، وكان يخضب، وقال يحيى بن معين أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة، وعن علي ابن الميني قال كَان يحيى يختم كل ليلة، وقال بُندار اختلفت إليه عشرين سنة، فما أظن أنه عصى الله قط، وقال علي ابن المديني كنا عند يحيى بن سعيد، فقرأ رجل سورة الدخان فصعق يحيي وغشي عليه، وكان من شيوخه هم.

الإمام شعبة بن الحجاج، وهو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي مولاهم الواسطي ثم البصري، الذي ولد عام ثلاثة وثمانين من الهجرة، وسفيان الثوري، وأبو حنيفة، ومالك بن أنس، وسعيد بن أبي عروبة، وهو أبو النضر سعيد بن أبي عروية، واسم أبيه مهران، العدوي البصري، ومن شيوخه أيضا هو سفيان بن عيينة، وأما عن تلامذته، فهم الإمام علي بن المديني، وعبد الرحمن بن مهدي، وعمرو بن علي الفلاس، وأحمد بن حنبل، ومسدد بن مسرهد، ويحيى بن معين، وقد ثناء العلماء عليه، فقال الإمام أبو بكر البيهقي أنه لا يحدث إلا عن الثقات عنده، وقال عنه أبو حاتم الرازي هو ثقة حافظ، وقال عنه أبو حاتم بن حبان البستي، هو من سادات أهل زمانه حفظ وورع وفهم وفضل، وقال عنه أبو زرعة الرازي بأنه من الثقات الحفاظ.

وقال عنه الإمام أحمد بن حنبل ما رأت عيناي مثله، وقال ذات مرة أيضا إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وقال ذات مرة أيضا ما رأيت في هذا الشأن مثله، وقال ذات مرة أيضا ما كان أضبطه وأشد تفقده، وكان محدثا، وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه، وقال ذات مرة أيضا ما رأيت أحدا أقل خطأ منه، وقال ذات مرة ذكره في المسند وقال ثقة، وقال عنه أحمد بن شعيب النسائي، بأنه ثقة ثبت مرضي، وقال عنه إبراهيم بن محمد بن يعقوب التيمي، ما رأيت أعلم بالرجال منه، وقال عنه الإمام ابن حجر العسقلاني بأنه ثقة متقن حافظ إمام قدوة، وقال الإمام الدارقطني، بأنه يقدم على عبد الرحمن بن مهدي، فإنه كان أسمح الناس، إذا كان في نفسه من الحديث شيء تركه، وقال عنه الذهبي، هو الحافظ الكبير كان رأسا في العلم والعمل، وقال أيضا ذات مرة هو الإمام الكبير.

أمير المؤمنين في الحديث، وكما قال عنه عبد الرحمن بن مهدي، لا ترى عيناك مثله، ما رأيت أحدا أحسن أخذا للحديث ولا أحسن طلبا له منه، ونقل ابن معين عنه ما رأيت أحدأ قط خيرا من يحيى بن سعيد، ونقل ابن المبارك عنه أنه قال ليس أحد من أصحابنا كتب الحديث عني به وحفظه وذاكر به مثل يحيى بن سعيد، وسفيان بن حبيب، وقال علي بن المديني، لم أري أحدا أثبت منه، وقال ذات مرة، ما رأيت أعلم بالرجال منه، وقال عنه محمد بن بشار العبدي، هو إمام أهل زمانه، وقال عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي، هو ثقة مأمون رفيع حجة، وقال عنه محمد بن عمار الموصلي، هو صاحب حديث، وقال عنه يحيى بن معين هو فوق عبد الرحمن بن مهدى، وفي رواية ابن محرز عنه قال والله ثقة، وقال الخليلى عنه هو إمام بلا مدافعة، وهو أجل أصحاب مالك بالبصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى