مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو عاصم ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو عاصم ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام أبو عاصم، وقد ذكره أبو يعلى الخليلي فقال هو متفق عليه زهدا وعلما وديانة وإتقانا، وقال البخاري سمعت أبا عاصم يقول منذ عقلت أن الغيبة حرام ، ما اغتبت أحدا قط، وقيل النبيل لأنه كان يلبس الخز وجيد الثياب وكان إذا أقبل قال ابن جريج جاء النبيل، وقيل لأن شعبة حلف ألا يحدث أصحاب الحديث شهرا، فقصده أبو عاصم فدخل مجلسه وقال حدث وغلامي العطار حر لوجه الله كفارة عن يمينك فأعجبه ذلك، وقال محمد بن عيسى الزجاج سمعت أبا عاصم يقول من طلب الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير الناس، وعن أبو عاصم قال حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر ؟ قال ” أمك ” قلت ثم من ؟ قال ” ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب ” وقال أبو العباس النسوي أبو بكر بن أبي عاصم.

وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني من أهل البصرة من صوفية المسجد، من أهل السنة والحديث والنسك والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صحب النساك منهم أبو تراب وسافر معه وكان مذهبه القول بالظاهر، وكان ثقة نبيلا معمرا، وقال الحافظ أبو نعيم عنه كان فقيها، ظاهري المذهب، وأمه هي أسماء بنت الحافظ موسى بن إسماعيل التبوذكي، فسمع من جده التبوذكي ومن والده، ومات والده بحمص على قضائها ، وعن عاتكة بنت أحمد تقول سمعت أبي يقول جاء أخي عثمان عهده بالقضاء على سامراء، فقال أقعد بين يدي الله تعالى قاضيا ؟ فانشقت مرارته، فمات، وعن عاتكة قالت سمعت أبي يقول خرجت إلى مكة من الكوفة، فأكلت أكلة بالكوفة، والثانية بمكة، وعن أبي عبد الله الكسائي قال كنت عنده ويعني ابن أبي عاصم فقال واحد أيها القاضي.

بلغنا أن ثلاثة نفر كانوا بالبادية وهم يقلبون الرمل فقال واحد منهم اللهم إنك قادر على أن تطعمنا خبيصا على لون هذا الرمل، فإذا هم بأعرابي بيده طبق، فوضعه بينهم خبيص حار فقال ابن أبي عاصم قد كان ذاك، وقال أبو عبد الله كان الثلاثة عثمان بن صخر الزاهد وأبو تراب وابن أبي عاصم وكان هو الذي دعا، وعن ابن أبي عاصم قال صحبت أبا تراب فقطعوا البادية فلم يكن زاد إلا هذين البيتين، رويدك جانب ركوب الهوى فبئس المطية للراكب وحسبك بالله من مؤنس وحسبك بالله من صاحب، وكان ابن أبي عاصم مجودا للقراءة، وكان يقول أنا أقدم نافعا في القراءة، وكان يقول ما بقي أحد قرأ على روح بن عبد المؤمن غيري يعني صاحب يعقوب، وعن أحمد بن محمد بن عاصم قال سمعت ابن أبي عاصم يقول وصل إلي منذ دخلت إلى أصبهان من دراهم القضاء.

زيادة على أربع مائة ألف درهم لا يحاسبني الله يوم القيامة أني شربت منها شربة ماء، أو أكلت منها، أو لبست، وعن ابن أبي عاصم يقول لما كان من أمر العلوي بالبصرة ما كان ذهبت كتبي ، فلم يبق منها شيء فأعدت عن ظهر قلبي خمسين ألف حديث، كنت أمر إلى دكان البقال فكنت أكتب بضوء سراجه ثم تفكرت أني لم أستأذن صاحب السراج فذهبت إلى البحر فغسلته، ثم أعدته ثانيا، وقيل تولي القضاء بأصبهان مدة لإبراهيم بن أحمد الخطابي ثم ولي القضاء بعد موت صالح بن أحمد إلى سنة اثنتين وثمانين ومائتين ثم بقي ويحدث ويسمع منه إلى أن توفي، وكان قاضيا ثلاث عشرة سنة وكثرت الشهود في أيامه، قال ابن مردويه عزل سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وقال أبو عبد الله بن خفيف قال ابن أبي عاصم صحبت أبا تراب فكان يقول كم تشقى لا يجيء منك إلا قاضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى