مقال

الدكرورى يكتب عن أين المشمرين لرمضان؟ ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أين المشمرين لرمضان؟ ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع أين المشمرين لرمضان، فإن كثيرا منهم تعشعش عندهم أشياء من الجهل، بل من الشرك الأكبر، وليس فقط الأصغر، فلماذا لا يسمع كلاما في التوحيد؟ لماذا لا يسمع كلاما في العقيدة الصحيحة؟ لماذا لا يسمع كلاما في معنى العبادة في شروط لا إله إلا الله، لماذا لا يسمع كلاما في أركان الإيمان وأركان الإسلام، ولماذا لا يسمعون كلام، في أشياء من شروط العبادات، وكثيرا ما يحصل بها جهل عندهم، وخصوصا الأعاجم هم الذين يغشون أكثر موائد الإفطار عند المساجد، فهل من زيادة في قضية العطاء غير الأكل، إن هنالك أشياء بلغتهم مطبوعة، أفلا يمكن توزيعها عليهم؟ وإن هنالك دعاة من بني جلدتهم وألسنتهم يمكن أن يفيدوهم، فلماذا لا يؤتى بهم؟ وإن الاستعداد ببذل الخُلق الحسن وبشاشة الوجه، والتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم بالأخلاق الكريمة، إنه شيء عظيم.

فقال صلى الله عليه وسلم “إن من أحبكم إلي وأقربكم مني منزلا يوم القيامة هؤلاء من؟ أحاسنكم أخلاقا” وكذلك فإننا نحتاج أن نقطع قضية البطالة، والإكثار من النوم لأن هذا الوقت الذى تنام فيه محسوب عليك، وتخسره إذا لم تستثمره، إذا لم تستثمره تخسره، فليكن نومك على قدر الحاجة والباقى عبادة، ولا تقعدوا فراغا فإن الموت يطلبكم، فقال تعالى كما جاء فى سورة الكهف” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه” ويقول تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” ويقول تعالى كما جاء فى سورة لقمان ” واتبع سبيل من أناب إلى ” فإذن نكون مع الرفقة الطيبة، فقال الشافعى “طلب الراحة في الدنيا لا يصح لأهل المروءات، فإن أحدهم لم يزل تعبان في كل زمان” وقيل للإمام أحمد بن حنبل متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال “عند أول قدم يضعها في الجنة”

وهكذا هو الاستعداد ببذل الأوقات في رمضان في صلة الأرحام والزيارات الطيبة، وبذل المعروف، والبشاشة، والبشر، فهذا من الأشياء العظيمة التي لها أجر كبير عند رب العالمين، وإن اهتمامنا بصلاة الجماعة، والحرص عليها، لا نضيعه فجرا، ولا ظهرا، ولا عصرا، وهذه الصلوات من أكثر ما يضيع في رمضان، وإن من المؤسف أن نجد أنواعا من الاستعدادات عجيبة في هذا الشهر الكريم، فهذا استعداد أهل الآخرة، فما هو استعداد أهل الدنيا؟ إن استعداداتهم في الحقيقة استعدادات مخيفة جدا، فأنت ترى الآن دعايات وإعلانات وبمناسبة رمضان خصومات على المشاركة في القنوات، وخصومات بمناسبة رمضان، وقيل ان فتى يتيما من الانصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين وحينما اراد الفتى ان يبني جدار يفصل بينه وبين هذا البستان اعترضته نخلة فذهب الى صاحب البستان المجاور .

قال يا اخي انت عندك نخيل كثير فلا يضرك ان تعطيني هذة النخلة التي اعترضت الجدار، فقال صاحب البستان لا والله لا اعطيك النخلة، فقال له يا اخي ما يضرك، اعطني النخلة او بعني اياها، فقال له لا والله ما افعل شيئا من ذلك، فقال له الفتى يعني لا اقيم جداري؟ قال ذلك امر لك وليس اليّ، فذهب اليتيم الى النبي فقال ” يارسول الله ان بستاني بجانب بستان فلان، واني اردت ان ابني جدار فاعرضتني نخلة له لا يستقيم الجدار الا اذا كانت من نصيبي لكنها من نصيبه وقد سألته ان يعطيني اياها فأبى يا رسول الله اشفع لي عنده ان يعطيني النخلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ادعه ليّ” فذهب الفتى اليه وقال له ان رسول الله يدعوه، فلما جاء الي النبي عليه الصلاة والسلام قال له الرسول ” قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك واراد اليتيم ان يبني جدار يفصل بينه وبين بستانك فاعترضته نخلة من نصيبك ”

قال نعم فقال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا، قال صلى الله عليه وسلم ” اعطي النخلة لاخيك” قال لا، فقال صلى الله عليه وسلم له “اعطي النخلة لاخيك ولك بها نخلة في الجنة” فقال لا، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ماذا يقول له بعد ذلك، وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتها كثيرمن الصحابة ومنهم ابي الدحداح ففكر نخلة في الدنيا تموت اليوم او غدا بنخلة في الجنة منها طوبي يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، ثم قام وقال يا رسول الله ارأيت ان اشتريت النخلة هذة ثم اعطيتها للفتى ايكون عندي نخلة في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم “نعم” فبدأ ابو الدحداح يفكر فيما عنده من الاموال يستطيع بها ان يغري صاحب النخلة ليستخرجها منه الى ملكه ثم يعطيها الى الغلام فتذكر بستانه الذي يتمناه اكثر التجار بستان فيه ستمائة نخلة وبئر وبيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى