مقال

فاذكروني أذكركم.

جريدة الاضواء

فاذكروني أذكركم.

 

بقلمي/السيد شحاتة

 

مع الله كل شيء مختلف أنقى وأجمل فالألم يصبح راحة والضجيج سكون فمع الله لن نخسر ولن تضيع حقوقنا

 

ذكر الله ليس مجرد كلمات تطوقنا وتحفظنا وتحمينا وتدخل الطمأنينة على قلوبنا إنها حدائق تسكن قلوبنا إذا اعتدنا تغريدها

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وأن تلقوا عدوكم فتضربواأعناقهم ويضربوا أعناقكم

قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل

 

فذكر الله كلمة شاملة واسعة إن قرأت القرآن فأنت ذاكر لله وإن استغفرت الله فأنت ذاكر لله وإن سبحته فأنت ذاكر له وإن حمدته فأنت ذاكر له وإن كبرته فأنت ذاكر له وإن وحدته فأنت ذاكر له وإن دعوته فأنت ذاكر له وإن صليت على نبيه وإن قرأت سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأنت ذاكر له وإن تلوت على الناس سير الصحابة الكرام فأنت ذاكر له فأي نشاط يقربك من الله عز وجل فهو ذكر له

 

يقول المولي عز وجل (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولاتكفرون)

فمن نحن حتى يذكرنا الله فما نحن إلا عبيد من عبيدة وخلقا من خلقه بشر ضعاف مفتقرون إليه ليس له حاجة لدينا ليذكرنا بل جميع حوائجنا مرفوعة إليه بيده ملكوت السموات والأرض

 

إذكروني أيها الناس فيما إفترضتة عليكم أذكركم فيما أوجبت لكم علي نفسي وإذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي

وفي الحديث الصحيح يقول المولي عز وجل من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ من عنده أذكره في ملأ خيرا منه

 

أيها المسلم أين أنت من ذكر الله أذكروا الله في النعمة والرخاء يذكركم في الشدة والبلاء

 

وقد روي عن النبي الكريم أن من أطاع الله فقد ذكر الله وإن أقل صلاته وصومه وصنيعه للخير ومن عصي الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصومه وصنيعه للخير

 

ومن أكبر الثمرات التي يجنيها المسلم أيضا من ذكر الله الأجر والثواب العظيم (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجر عظيم)

 

فالذكر نور للعبد وإرضاء للرب وتحصين للنفس من كل مكروة وفيه طمأنينة وخشوع للقلب فيظل موصولا بخالقه

 

والذكر يكون بالصلاة بكل مافيها من صفات وكذلك قراءة القرآن والتسبيح والتهليل وحمد الله وهما الباقيات الصالحات

 

فيجب علينا ذكر الله والمداومة علي ذلك فالإستمرار بالذكر يجعلنا قريبين لله متيقظين للضمير فضلا عن أن ذكر الله يغرس السكينة في القلوب حيث قال تعالي (والذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)

 

ولتعلم أن بيوت الجنة تبني بالذكر فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء

 

والقلب الخالي من الذكر تعصف به الرياح ويكون مصيره الفناء فالذكر نور لمن ذكر ربه في الدنيا ونور له في قبره ونور يسعي بين يديه على الصراط يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم

 

فعلينا بذكر الله في كل وقت وحين فإجعله رفيقا لك في كل أحوالك وها هو شهر رمضان المبارك أتي فاجعله علي الأقل فرصة لذكر الله وتدبر آياته وإجعل رمضان بداية حقيقية تستمر عليها حتي قيام الساعه فلعلك لاتدرك رمضان القادم ولا تقصر ذكر الله عليه بل اجعله أبديا في جميع أحوالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى