مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن عيينة ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن عيينة ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام إبن عيينة، وكذلك يعد سفيان بن عيينة من رواة الحديث عند الشيعة، ويُعد من أصحاب الإمامُ جعفر الصادق، وروى له محمد بن يعقوب الكليني في الكافي عشرون رواية تقربيا، ووثقه علي بن إبراهيم القمي، وقال عنه ابن داود الحلي أنه ممدوح، إلا أن البعض لم يوثقه، قال ابن المطهر الحلي أنه ليس من أصحابنا و لا من عدادنا، وقال ابن طاوس وأما سفيان بن عيينة وسفيان الثوري فحالهما ظاهر في كونها ليسا من عدادنا، وذمه الكشي أيضا، وضعفه المجلسي أيضا، ومن أقوال العلماء فيه، قال أبو الفتح الأزدي قال الأئمة يقبل تدليس بن عيينة لأنه إذا وقف أحال على ابن جريج ومعمر ونظائرهما وقال أبو بكر البزار قال الأئمة يقبل تدليس بن عيينة لأنه إذا وقف أحال على بن جريج ومعمر ونظائرهما، وقال أبو بكر البيهقي ثقة.

ومرة حافظ حجة، ومرة حجة ثقة، وقال أبو حاتم الرازي بأنه ثقة إمام، وأثبت أصحاب الزهري مالك، وابن عيينة، وكان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة قال أبو حاتم بن حبان البستي من الحفاظ المتقنين وأهل الورع والدين، ومرة رجح قبول تدليسه وقال هذا شيء ليس في الدنيا إلا لابن عيينة فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد لابن عيينة خبر دلس فيه إلا وقد بين سماعه عن ثقة مثل ثقته ثم مثل ذلك بمراسيل كبار الصحابة، وقد تتلمذ على يديه ابن راهويه وسعيد بن منصور وابن المبارك والحميدي ووكيع وهناد بن السري، وغيرهم، وقال الإمام الشافعي لولا مالك وسفيان بن عيينة، لذهب علم الحجاز، وقال أحمد بن حنبل دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة ويعني أمير اليمن ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان ، فجعل يعظه.

وقال حامد بن يحيى البلخي سمعت ابن عيينة يقول رأيت كأن أسناني سقطت فذكرت ذلك للزهري فقال تموت أسنانك وتبقى أنت قال فمات أسناني وبقيت أنا، فجعل الله كل عدو لي محدثا، وهكذا نشأ ابن عيينه مُحبّا للعلم والعلماء ومجالسهم، فطلب العلم صغيرا، وسمع من كبار علماء الحديث النبوي، والتقى بكثير من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، والتقى بالإمام مالك بن أنس بمكة والمدينة، فأثنى الإمام مالك على علمه، وانتقل الإمام سفيان بن عيينة الى مكة المكرمة وعاش فيها، حيث إنه لمكة مكانتها منزلتها بالحج والعمرة والشعائر والعلماء، وبالقرب من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حريصا على الالتقاء بمن يأتوا لأداء فريضة الحج، وجلس إلى الكثير من العلماء في مجالسهم، من أمثال الزهري، وعمرو ابن دينار.

وكان لوالد سفيان بن عيينة الأثر الكبير في تعلم الحديث، وساعده على حفظ كتاب الله تعالى وهو ابن سبع سنين، وتعلم القرآن الكريم عند الإمام عبدالله بن كثير الداريّ، الذي يعتبر من أصحاب القراءات القرآنية السبعة، وقيل أن الإمام سفيان بن عيينة توفي سنة مائة وثماني وتسعين للهجرة، عشية السبت في آخر يوم من جمادي الآخر، عن عمر يناهز التسعين، وقيل في أول يوم من رجب، وله إحدى وتسعون سنة، ودفن بالحجون، وقيل إنه توفي سنة مائة وست وتسعين للهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى