ثقافة

الدكروري يكتب عن الإمام الشعراوي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد اختار الله سبحانه وتعالي الإنسان ليستخلفه في الأرض فوهبه العلم وهو مناط العمل والتشريف، ومنحه العقل وهو مناط الخطاب والتكليف ففضل الله تعالي الإنسان على كثير ممن خلق بنعمة العلم والعقل، ورتب على ذلك التكليف والعمل ولقد حث القرآن الكريم والإسلام على التعلم، والله عز وجل لم يأمر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن يسأله الزيادة من شيء إلا من العلم فقال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم “وقل رب زدني علما” وينطلق العلم في الإسلام من وجوب الأمر بالعمل، ومن وجوب الإيمان بالعلم النافع، وسوف نتحدث عن عالم من العلماء الذين اجتهدوا في تحصيل العلم ونقلوه لنا إنه العالم الجليل الإمام محمد متولي الشعراوي هو عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق، ويعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث.

حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاة، ولد الإمام محمد متولي الشعراوي في الخامس عشر من شهر أبريل عام ألف وتسعمائة وإحدي عشر ميلادي بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين ميلادي التحق بمعهد الزقازيق الإبتدائي الأزهري، وأظهر نبوغا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة ألف وتسعمائة وثلاث وعشرين ميلادي، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد إهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسا لاتحاد الطلبة.

ورئيسا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد والدكتور أحمد هيكل والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن، فما كان منه إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية، لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلا له أنا أعلم يا بني.

أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم، وهذا ما قاله الشيخ الشعراوي في لقائه مع الصحفي طارق حبيب، والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثلاثين ميلادي وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة ألف وتسعمائة وتسعة عشر ميلادي اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين، ولم يكن معهد الزقازيق بعيدا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملاءه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقي بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسا لاتحاد الطلبة سنة ألف وتسعمائة وأربعة وثلاثين ميلادي.

وتزوج الإمام محمد متولي الشعراوي وهو في الثانوية بناء على رغبة والده الذي إختار له زوجته، ووافق الشيخ على إختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد هما سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة، وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الإختيار والقبول من الطرفين والمحبة بينهما، وتخرج الإمام محمد متولي الشعراوى عام ألف وتسعمائة وأربعون ميلادي وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام ألف وتسعمائة وثلاثة وأربعون ميلادي، وبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم إنتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة إنتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام ألف وتسعمائة وخمسون ميلادي ليعمل أستاذا للشريعة في جامعة أم القرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى