ثقافة

الدكروري يكتب عن الإمام الشعراوي ” جزء 4″

جريدة الأضواء

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري  

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام الشعراوي، فيقول الشيخ الشعراوي وأتذكر حكاية كوبري عباس، الذي فتح على الطلاب من عنصري الأمة وألقوا بأنفسهم في مياه النيل شاهد الوطنية الخالد لأبناء مصر، فقد حدث أن أرادت الجامعة إقامة حفل تأبين لشهداء الحادث ولكن الحكومة رفضت، فاتفق إبراهيم نور الدين رئيس لجنة الوفد بالزقازيق مع محمود ثابت رئيس الجامعة المصرية على أن تقام حفلة التأبين في أية مدينة بالأقاليم، ولا يهم أن تقام بالقاهرة ولكن لأن الحكومة كان واضحا إصرارها على الرفض لأي حفل تأبين فكان لابد من التحايل على الموقف وكان بطل هذا التحايل عضو لجنة الوفد بالزقازيق حمدي المرغاوي الذي ادعى وفاة جدته وأخذت النساء تبكي وتصرخ وفي المساء أقام سرادقا للعزاء وتجمع فيه المئات وظنت الحكومة لأول وهلة أنه حقا عزاء. 

 

ولكن بعد توافد الأعداد الكبيرة بعد ذلك فطنت لحقيقة الأمر، بعد أن أفلت زمام الموقف وكان أي تصد للجماهير يعني الاصطدام بها فتركت الحكومة اللعبة تمر على ضيق منها ولكنها تدخلت في عدد الكلمات التي تلقى لكيلا تزيد للشخص الواحد على خمس دقائق وفي كلمتي بصفتي رئيس اتحاد الطلبة قلت شباب مات لتحيا أمته، وقبر لتنشر رايته، وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته، ونهر الاستقلال، ولأول مرة يصفق الجمهور في حفل تأبين، وتنازل لي أصحاب الكلمة من بعدي عن المدد المخصصة لهم، لكي ألقى قصيدتي التي أعددتها لتأبين الشهداء البررة والتي قلت في مطلعها نداء يابني وطني نداء، دم الشهداء يذكره الشباب، وهل نسلوا الضحايا والضحايا بهم قد عز في مصر المصاب، شباب بر لم يفرق وأدى رسالته، وها هي ذي تجاب، فلم يجبن ولم يبخل وأرغى. 

 

وأزبد لا تزعزعه الحراب، وقدم روحه للحق مهرا ومن دمه المراق بدا الخضاب، وآثر أن يموت شهيد مصر، لتحيا مصر مركزها مهاب، ومن المواقف أيضا أنه قدم الشيخ الشعراوي استقالته بسبب شتم السادات للشيخ المحلاوي فبعث الشيخ ببرقية للرئيس وقال “إن الأزهر الشريف لا يخرج كلابا بل يخرج شيوخا أفاضل وعلماء أجلاء” وكما كان لفضيلة الشيخ الشعراوي الموقف الكبير في موضوع نقل مقام إبراهيم من صحن الكعبة المشرفة، فكان في عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسون ميلادي كانت هناك فكرة مطروحة لنقل مقام إبراهيم من مكانه، والرجوع به إلى الوراء حتى يفسحوا المطاف الذي كان قد ضاق بالطائفين ويعيق حركة الطواف، وكان قد تحدد أحد الأيام ليقوم الملك سعود بنقل المقام، وفي ذلك الوقت كان الشيخ الشعراوي يعمل أستاذا بكلية الشريعة.

 

في مكة المكرمة وسمع عن ذلك واعتبر هذا الأمر مخالفا للشريعة فبدأ بالتحرك واتصل ببعض العلماء السعوديين والمصريين في البعثة لكنهم أبلغوه أن الموضوع انتهى وأن المبنى الجديد قد أقيم، فقام بإرسال برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود، عرض فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية، واستدل الشيخ في حجته بأن الذين احتجوا بفعل الرسول جانبهم الصواب، لأنه رسول ومشرع وله ما ليس لغيره وله أن يعمل الجديد غير المسبوق، واستدل أيضا بموقف عمر بن الخطاب الذي لم يغير موقع المقام بعد تحركه بسبب طوفان حدث في عهده وأعاده إلى مكانه في عهد الرسول، وبعد أن وصلت البرقية إلى الملك سعود، جمع العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي، فوافقوا على كل ما جاء في البرقية، فأصدر الملك قرارا بعدم نقل المقام. 

 

وأمر الملك بدراسة مقترحات الشعراوي لتوسعة المطاف، حيث اقترح الشيخ أن يوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج غير القابل للكسر، بدلا من المقام القديم الذي كان عبارة عن بناء كبير يضيق على الطائفين، وكما كان أول بروز للشيخ محمد متولي الشعراوي على التلفزيون المصري سنة ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعون ميلادي، في برنامج نور على نور تقديم أحمد فراج، وكان مقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملا، ويذكر أن له تسجيلا صوتيا يحتوي على تفسير جزء عم وهو الجزء الثلاثون، ويقول فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي موضحا منهجه في التفسير خواطري حول القرآن الكريم لا تعني تفسيرا للقرآن، وإنما هي هبات صفائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى