مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الطبري ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الطبري ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام الطبري، ولا قول في ذلك عندنا يجوز أن نقوله غير قوله إذ لم يكن لنا فيه إمام نأتم به سواه، وفيه الكفاية والمقنع، وهو الإمام المتبع، رحمة الله عليه ورضوانه” وبعد هذه المحنة خلا الطبري في داره، وقيل أنه قام بتأليف كتابه المشهور في الاعتذار إلى الحنابلة، وذكر فيه مذهب ابن حنبل وصوّب اعتقاده وجرّح من ظنوا فيه غير ذلك وقرأ كتابه على الحنابلة فصالحوه وكفوا عنه، واستأنف طلابه التردد على مجالسه بعد أن كان الحنابلة يمنعون الناس من مجالسته فكان لا يخرج ولا يدخل عليه أحد وقد أورد تفاصيل تلك المحنة عدد من المؤرخين والعلماء منهم ياقوت الحموي في معجم الأدباء، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن الأثير في الكامل في التاريخ، وابن كثير في البداية والنهاية، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، والذهبي في سير أعلام النبلاء.

والصفدي في الوافي بالوفيات، وكما كان بعض الناس يذهبون في تفسير معنى الآية الكريمة من سورة الإسراء ” ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسي أن يبعثك ربك مقاما محمودا” إلى أن الله تعالي يقعد النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم على العرش جزاء له على تهجّده، فقال الطبري أما حديث الجلوس على العرش فمحال، وأنشد سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس، فلما سمعوا منه ذلك غضبوا، وأهاجوا عليه عامة الناس، واتهموه بالرفض، ورموا داره بالحجارة، ومن ثناء العلماء عليه، أنه قال عنه الإمام النووي أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل الطبري، وقال عنه ياقوت الحموي أبو جعفر الطبري المحدث، الفقيه، المقرئ، المؤرخ، المعروف، المشهور، وقال عنه الخطيب البغدادي كان أحد أئمة العلماء، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله.

وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات كلها، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم قل أن ترى العيون مثله، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وقال عنه أحمد ابن خلكان هو العلم المجتهد عالم العصر صاحب التصانيف البديعة كان ثقة صادقا حافظا رأسا في التفسير إماما في الفقه والإجماع والاختلاف علامة في التاريخ وأيام الناس عارفا بالقراءات وباللغة وغير ذلك، وقال عنه ابن الأثيرهو أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق وكان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحدا بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحا.

وقال الذهبي هو الإمام الجليل، المفسر أبو جعفر، صاحب التصانيف الباهرة، من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وكان ثقة حافظا صادقا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والإجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات واللغة، وغير ذلك، وفي موضع اخر قال الطبري له كتاب التفسير، لم يصنف أحد مثله، قال عنه القفطي العالم الكامل، الفقيه، المقرئ، النحوي، اللغوي، الحافظ، الإخباري، جامع العلوم، لم يُري في فنونه مثله، وصنف التصانيف الكبار، منها تفسير القرآن الذي لم يُري أكبر منه، ولا أكثر فوائد، وقال ابن خزيمة عنه ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير، وقال عنه ابن تغري بردي وهو أحد أئمة العلم، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه، وكان متفننا في علوم كثيرة، وكان واحد عصره، وقال ابن تيمية وأما التفاسير التي في أيدي الناس.

فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري, فإنه يذكر مقالات السلف, بالأسانيد الثابتة, وليس فيه بدعة, ولا ينقل عن المتهمين، وقال عنه السيوطي هو الإمام أبو جعفر، رأس المفسرين على الإطلاق، أحد الائمة، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عالما بأحوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيام الناس وأخبارهم، وفي كتاب اخر قال الطبري وكتابه أجلُ التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط، فهو يفوقها بذلك، وقيل عن منهج الإمام الطبري باختصار هو تفسير ذو منهج خاص، يذكر الآية أو الآيات من القرآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى