مقال

الدكروري يكتب عن الإمام حفص ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام حفص ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام حفص، أيضا في قوله تعالي “أومى إلهين” في المائدة وقوله تعالي “أجرى إلا” في جميع المواضع، وكلملة “وجهي لله” في آل عمران والإنعام، وكلمة “بيتى” في قوله تعالي “ولمن دخل بيتي” سورة نوح، وقوله تعالي “ولى دين” في سورة الكافرون، وكما يحذف الياء الزائدة وصلا ووقفا من رواية شعبة في قوله تعالي “فما آتان الله خير” في سورة النمل، وكما يقرأ من رواية شعبة “من لدنه” من سورة الكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها،
لم يكن عاصم يعد “الم” آية، ولا “حم” آية، ولا “كهيعص” آية، ولا “طه” آية، ولا نحوها، وقال الإمام ابن الجزري وهذا خلاف ما ذهب إليه الكوفيون في العدد، وقال شريك كان عاصم صاحب همز ومد وقراءة شديدة، وتوفي الإمام حفص بن سليمان سنة مائة وثمانين هجرية.

وعن سند القراءة، وإن الرد على أهل البدع والضلال وكشف عوارهم وفضح خبث معتقدهم منهج شرعي وأصل من أصول هذا الدين بل ومن أسمى أنواع الجهاد في سبيل الله، وإنه من الواجب والفرض اللازم على كل مسلم صادق آتاه الله يد باسطة في العلم وبيان الحق وردع الباطل أن يطلق صيحات النذير والتحذير منهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن الفرق التي عرفت بضلالها وتعديها على كتاب الله عز وجل والقول بوقوع التحريف فيه الشيعة الإمامية الاثنا عشرية وذلك واضح بين يعرفه كل من له أدنى خبرة وإطلاع على مذهب القوم، ولقد حاول علماؤهم على مر العصور إخفاء معتقدهم الخبيث وكتمانه وعدم الجهر به أمام عموم المسلمين خشية التصدي من علماء أهل السنة والجماعة الذين حباهم الله عز وجل بشرف الإسناد وخصهم بإعلاء كتابة الكريم.

وسنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم فكانوا حملة بحق هم حملة هذا الدين وحماته الذين نقلوه إلينا بالإسناد المتواتر الوضاء جيلا بعد جيل حتى وصلوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام إلى رب العزة سبحانه وتعالى، فالشيعة الامامية الاثنا عشرية الذين يدعون كذبا وزورا إتباعهم لآل البيت لا يملكون سندا ولو ضعيفا لكتاب الله عز وجل بل هم في ذلك عيال على أهل السنة والجماعة، ونسمع في هذه الأيام بعض أذنابهم يتعالون بصيحات كاذبة متناقضة تارة بالطعن فى قراء كتاب الله واللمز فيهم والغمز في عدالتهم، خاصة في حفص بن سليمان الأزدي أحد رواة كتاب الله، وتارة أخرى نسمع من بعضهم تعديله ونسبته إلى التشيع والرفض في محاولة يائسة لسرقة إسناد أهل السنة والجماعة يبتغون وراء ذلك نسبة السند الثابت إلى كتاب الله إلى الرافضة.

ومن هنا أصبح من الواجب أن نتصدى لمثل هذه النعرات الكاذبة وتفنيد شبههم وإظهار خبث طويتهم، وكانت الشبهة الأولى وهي كيف يكون عاصم وحفص إمامين في القراءات وهما ضعيفان ؟ والرد هو أولا أنه لا يجوز حمل كلام المتكلم على عرف غيره، فحينما ينقل المخالفون أمرا معينا ضد مخالفيهم لا يجوز شرعا ولا عقلا أن يحمل كلام مخالفيهم على عرفهم وأفهامهم ولا شك ولا ريب أن هذا العمل من الظلم والهوى والطغيان فحينما ينقل أهل السنة والجماعة تضعيف حفص أو عاصم فإن هذا الضعف في الحديث لا في الحروف والقراءات، وثانيا وهو يجب فهم مصطلحات أئمة الحديث المتقدمين حسب استعمالهم لها عن طريق الجمع والاستقراء والدراسة والموازنة ، فعاصم وحفص الضعف الذي قيل فيهما إنما هو في الحديث وليس في الحروف والقراءات.

وقال ابن الجوزي عن عاصم وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق، وقال الذهبي عنه فأما في القراءة فثبت إمام، وأما في الحديث فحسن الحديث، وقال الذهبي كان عاصم ثبتا في القراءة ، صدوقا في الحديث وقد وثقه أبو زرعة وجماعة وقال أبو حاتم محله الصدق وقال الدارقطني في حفظه شيء، يعني للحديث لا للحروف، وأما عن حفص بن سليمان الأسدي فقد قال الحافظ ابن حجر بأنه متروك الحديث مع إمامته في القراءة، وقال الهيثمي وفيه حفص بن سليمان القاريء وثقه أحمد وضعفه الأئمة في الحديث، وقال المناوي وغيره بأن حفص بن سليمان ابن امرأة عاصم ثبت في القراءة لا في الحديث، وثالثا وهو بإجماع أهل العلم بأن حفصا وعاصما إمامان في القراءات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى