مقال

الدكروري يكتب عن الإمام ورش ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام ورش ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام ورش هو أبو سعيد عثمان وقيل عن الإمام ورش أن اسمه الحقيقي عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم مولى لآل الزبير بن العوام، وقيل أبو سعيد، أو أبو عمرو، أو أبو القاسم المصري مولدا ووفاة، وهو من نوابغ مصر العظام الذين قيضهم الله لخدمة وحفظ وقراءة القرآن الكريم، فهو العلامة السند العبقري الفذ الثقة الحجة أحد رواة القرّاء السبعة، شيخ القرّاء المحققين، إمام أهل الأداء المرتلين، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية لا ينازعه فيها أحد، ولد ورش في عام مائة وعشر هجرية في إحدى حارات قفط جنوب محافظة قنا بصعيد مصر، وعاش فيها فقيرا، يبيع رءوس الماشية، وحين تعلم قراءات القرآن شد رحاله إلى الفسطاط التى عاش بها وعلم تلاميذه في مسجد عمرو بن العاص، وأن الإمام ورش له عدة ألقاب منها ورش القفطي.

وذلك نسبة إلى مدينة قفط ، ومنها محمد العوامي نسبة إلى جده مولى الزبير بن العوام، الذي كان صاحب عائلة كبيرة في قفط بعد قدومهم من القيروان بتونس إلى قفط بقنا مستوطنين مصر، ويوجد بقفط قبة ضريحية رمزية للذكرى باسم محمد العوامي لأنه مدفون بالقاهرة، ومنها أيضا الرواس نسبة لتجارته في رءوس الماشية، أما لقبه الأشهر والمعروف فهو ورش لكونه أشقر الشعر وأبيض البشرة وأزرق العينين، قصير هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة، وكان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه، ولقبه الذي اشتهر به ورش، وكان شيخه هو الإمام نافع وهو الذي لقبه بورش، ويقال أن نافع لقبه بالورشان وهو طائر معروف، ثم خفف إلى ورش، والورش هو شيء يصنع من اللبن، ويقال أنه لقب به لبياضه، وقيل أن سبب هذا اللقب أنه كان قصيرا.

وعلى قصره يلبس ثيابا قصيرة، وإذا مشى بانت ساقاه، ويُعد ورش شيخ القراء المحققين وانتهت إليه في زمانه رئاسة الإقراء في الأراضي المصرية، وكان ورش حسن الصوت، جيد القراءة وإذا قرأ يهمز ويمد ويبيّن القراءة فلا يمله سامعوه، وكان إلى ذلك من الثقات في القراءة وممن يحتج بهم في ذلك، ولد في مصر وفيها توفي ودفن، فهو المصري صاحب ثاني أشهر قراءات القرآن الكريم وهكذا فإن عطاء مصر للأمة الإسلامية لا ينقطع، وأعلامها في كافة فنون وعلوم الإسلام لا مثيل لهم، فقد نبغ من أهل المصر الكثير من العلماء في علوم القرآن والحديث والفقه والأصول واللغة وغيرها من العلوم التي لا يستغني عنها، ومن هؤلاء المصريين النوابغ الذين من الله عليهم بأن سخرهم لخدمة القرآن الكريم، الإمام ورش صاحب ثاني أشهر راوية لقراءة القرآن الكريم.

بعد قراءة حفص عن عاصم، وأحد القرآت العشر للقرآن، ورغم أنه مصري وولد ودفن في مصر إلا أن رواية قراءته تشتهر بشدة أكثر في منطقة شمال إفريقيا وغربها وهو المغرب العربي، وفي الأندلس، وكان من شيوخه الأمام نافع بن أبي نعيم أشهر شيوخ ورش فقد ارتحل إليه وعرض عليه القرآن وختمه على مسمعه عدة مرات، ونقل عنه القراءة أيضا، وإضافة إلى الإمام نافع نقل ورش القراءة عن إسماعيل القسط وعن عبد الوارث عن أبي عمرو وعن حفص، وأما تلامذته الذين عرضوا عليه القرآن فكان منهم أبو الربيع المهري وأحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طيبة ويوسف الأزرق أبو يعقوب، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، وعامر بن سعيد أبو الأشعث الجرشي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، وآخرون.

وقد انتشرت قراءة ورش في شمال أفريقيا، وغربها، وفي الأندلس، وهي أكثر القراءات شيوعا في العالم الإسلامي بعد رواية حفص، ومن خصائصها هو تخفيف همزة القطع، وإمالة الألف إلى الياء في أواخر بعض الكلمات، وظلت قراءة ورش السائدة في مصر حتى فتحها العثمانيون فاستبدلوا بها قراءة حفص قراءة معتمدة، ومن أهم خصائص قراءته، وهي في باب البسملة بين السورتين له ثلاثة أوجه، إتيان البسملة بين السورتين، الوصل أو السكت من دون بسملة، وفي باب الهمزتين من كلمة له تسهيل الثانية أو إبدالها من دون إدخال، وفي باب الهمزتين من كلمتين له تسهيل الثانية أو إبدالها، وفي باب الهمز المفرد له الإبدال إذا كان ساكنا، وفي باب النقل له النقل بشروطه، وفي باب الإمالة له التقليل، ويختص بترقيق الراء إذا كان ما قبلها ياء ساكنة أو حرف مكسور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى