مقال

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 13″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 13″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث عشر مع أحكام وفتاوي الصيام، وهل يصوم الزوج عن زوجته، ويعنى ذلك إذا ماتت وعليها صيام ؟ نعم، وكذلك فإن من جامع زوجته فى نهار رمضان عدة مرات، فكم كفارة عليه؟ فقد اختلف أهل العلم، فذهب بعضهم إلى أن عليه فى كل جماع كفارة وهو صيام شهرين، وذهب بعضهم إلى أن عليه كفارة واحدة إذا ما كفر فى الماضية عن شيء عليه عن كل الذى مضى كفارة واحدة، وفرّق بينهم بين أن تكون في رمضان هذا، أو رمضان آخر، وقال بعضهم سواء حصلت فى يوم، أو شهر، أو أشهر، فإن عليه كفارة واحدة، والله أعلم، وسئل بعض أهل العلم عن حكم استقبال رمضان والتهانى به؟ فقال لا حرج فى ذلك، وبالنسبة للعمرة فى رمضان فإنها مستحبة، وعمرة فى رمضان أجرها كأجر الحج، لكنها لا تقوم مقام الحج.

 

وهذا سؤال من شخص يقول أنه كان يصوم مع الناس جريا على العادة، يعنى لا يشعر بمعنى العبادة والصيام، وإنما يصوم جريا على العادة، فما حكم صيامه فى السنوات الماضية؟ فقيل الظاهر أن صيامه صحيح لأنه كان يمسك كما يمسك المسلمون، ولكن عليه أن يفهم أن هذه عبادة، وأنه لا بد أن يبتغى وجه الله، كما ورد في الحديث القدسى عن رب العزة سبحانه وتعالى قال” يدع طعامه وشاربه وشهوته من أجلي ” رواه البخارى، وأما عن أصحاب المهن الشاقة لا يجوز لهم الإفطار ما دامت المشقة متحملة، ويجب عليهم أن يصوموا، فإذا وصل أثناء النهار إلى حد أنه يخشى على نفسه الهلاك أفطر، وإلا لا يجوز له أن يفطر ابتداء، يصوم مثل الناس، فإذا وصل إلى مرحلة صار عليه ضرر من الصيام، مثل كاد أن يغمى عليه، يخشى عليه من التعب والمشقة الشديدة جدا.

 

ويتضرر أو يصاب بضرر أفطر عند ذلك، وقيل أن بعض البلدان فيها النهار عشرون ساعة فى شمال الكرة الأرضية، ربما يطول النهار، فى بعض الأوقات جدا، فماذا يفعل؟ فقد قال أهل العلم، إذا كان لهم ليل ونهار في كل أربع وعشرين ساعة فيجب عليه أن يصوم مهما طال النهار، وهل يجوز للمرأة استعمال دواء منع الحيض فى رمضان؟ فإنه يجوز ذلك إذا قرر أهل الخبرة أنه لا يضرها، وخير لها أن لا تستعمله، كما فعلت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أليس قد جعل الله لها رخصة فى أنها إذا جاءتها العادة تفطر وتقضى بعد ذلك؟ فلتقبل بما قبل الله منها، ولم يوجب الله عليها أن تأخذ أدوية، لكن لو أخذت أدوية غير مضرة فلا بأس بذلك، ومن صام القضاء مع صيام النافلة بنية واحدة لا حرج، لكن المهم أن ينوى القضاء، ولكن هل يشمل سفر المعصية الإفطار؟

 

فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يجوز له ذلك، فى سفر المعصية لا يُترخّص، وذهب آخرون إلى أنه يجوز،على أية حال العاصى لا تقدم له الرخص على طبق من ذهب، ويقول سائل هل إذا انقطع الدم وجاز لها أن تصوم وتصلي، هل يحل الجماع؟ فإنه إذا صلت وصامت يحل الجماع، وما حكم تقديم وقت طعام السحور قبل وقته المشروع؟ فإنه لا بأس، لو تسحّر الساعة الواحدة ليلا، ونام لا بأس، وهل إذا توقف البلغم فى حلق الصائم وهو يستطيع إخراجه، لكن كان في مكان عام كالمسجد وغيره، هل يبلع؟ وهو لا، يخرجها بمنديل، بشيء، بطرف ثوب، لكنه لا يبلعها، وفي القيء اليسير، أحيانا الإنسان يخرج إلى حلقه شيء ثم يرجع مرة أخرى، أحيانا المعدة يكون فيها نوع من الغثيان أو شيء، أو أنه مثلا يتجشأ فيخرج مع الجشاء شيء حامض إلى الحلق.

 

وينزل مرة أخرى لوحده، فهذا بغير اختياره، فإنه لا شيء عليه إن شاء الله، ولكن هل يجوز أن نجمع نية كفارة حلف مع صوم رمضان أو ستة من شوال؟ فإنه يجوز أن يجمع بين صيام الفرض والنافلة في نية واحدة، لكن لا بد أن ينوي الفرض أساسا، فمن صام التاسع من ذى الحجة يوم عرفة قضاء، هل يكتب له أجر التاسع؟ رحمة الله واسعة وفضله عظيم يرجى له ذلك، وقيل نلاحظ فى دعاء القنوت أن بعض الناس يمسح يديه على وجهه؟ فإنه لا أساس لهذا أبدا، وأما عن المرض النفسانى الذى يجعله ينسى بعض الشيء ويشق عليه الصيام، فإذا كان مريضا فيفطر، وإذا كان ليس بمريض فلا يفطر، وقيل أن بعض الأطباء يفتى بعدم الصوم للمريض البسيط ولا يمنعه من شرب الدخان، فإنه على العموم هذا كله لا يجوز للطبيب أن يفتى إلا إذا كان عنده علم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى