مقال

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن مشروعية صيام رمضان ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع مشروعية صيام رمضان، وعلى كل عمل يرضى الله عز وجل فى رمضان، وإياك أن تنشط للعبادة في النصف الأول فإذا أقبل عليك النصف الثانى من رمضان تكاسلت وانشغلت بالمباريات والمسلسلات والأفلام فأحذر ألا تضيع العمر أمام المسلسلات، وأمام الفوازير والأفلام، فقد ضيعنا الأيام قبل ذلك، فوالله ثم والله لا نضمن أن نصوم رمضان القادم، فانظر إلى آبائك وأحبابك وإخوانك الذين كانوا معك في رمضان الماضي أين هم؟ لقد تركوا الأهل، وتركوا الأحباب، وتركوا الدنيا، وهم الآن بين يدي الله تعالى، ويتمنى الكثير منهم أن يرجع يوما إلى الدنيا ليصوم لله، أو ليصلى ركعة لله، أو ليفتح كتاب الله، أو ليتصدق على فقير، أو ليزور مسكينا، أو ليصل رحمه، فقيل أنه نام هارون الرشيد على فراش الموت فبكى، وقال لمن حوله من أصدقائه.

 

وأقربائه ووزرائه أريد أن أرى قبري الذى سأدفن فيه، فحملوا هارون إلى القبر فنظر إليه وبكى، ورفع رأسه إلى السماء وقال ” ما أغنى هنى ماليه، هلك عنى سلطانيه” ثم رفع رأسه إلى السماء ثانية وقال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه، ولإن رمضان شهر القرآن، فكان سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين إذا دخل عليهم رمضان فرغوا جل وقتهم لقراءة القرآن، حتى قال الزهرى “إذا دخل رمضان فإنما هو لقراءة القرآن، ولإطعام الطعام” وكان إمام دار الهجرة مالك بن أنس إذا دخل شهر رمضان فرغ جل وقته لقراءة القرآن، وترك قراءة الحديث النبوى الشريف، فاقرأ القرآن، ولا يخرج عنك الشهر إلا وقد قرأت القرآن على أقل تقدير مرة، فإن السلف رضوان الله عليهم منهم من كان يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال مرة.

 

فلا تضيع رمضان إلا وقد قرأت كتاب الله كله مرة على أقل تقدير، فإن قرأت القرآن أكثر من ذلك فأنت على خير، واسمع ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، أى مع الملائكة، والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” رواه البخارى ومسلم، فللقارئ أجر على قراءته، وأجر على مشقته وصبره على هذه المشقة.

 

وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا حسد والحسد هنا بمعنى الغبطة، إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار” رواه البخارى ومسلم، فاجعل لنفسك في رمضان وقتا لقراءة القرآن، وضع لنفسك من اليوم برنامجا عمليا للطاعة، واعلم أن أعلى هذه الطاعات فى رمضان أن تفرغ معظم وقتك لقراءة القرآن، ووالله لقد هجرت الأمة القرآن فى هذه الأيام هجرا مروعا، والهجر أنواع كما قال ابن القيم رحمه الله، هو هجر التلاوة، وهجر السماع، وهجر التدبر، وهجر العمل بأحكامه، وهجر التداوي به، ويوم أن هجرت الأمة القرآن أذلها الله لمن كتب الله عليهم الذل والذلة، ولا عزة ولا كرامة لهذه الأمة إلا إذا عادت من جديد إلى أصل عزها وشرفها وهو كتاب ربها عز وجل.

 

وقال الله تعالى ” ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا” وها نحن نرى الأمة تعيش عيشة الضنك والشقاء في كل مجال من مجالات الحياة، وما ذاك إلا يوم أن أعرضت عن كتاب الله، وإن رمضان شهر القيام، فلا تنشغل بالفوازير والمسلسلات والأفلام، ولكن انشغل بطاعة الرحيم الرحمن، ففى هذا الوقت من الليل يصلى المسلمون صلاة القيام، وصلاة التراويح، ومن السنة ألا تنصرف من صلاة التراويح حتى ينصرف الإمام من الصلاة، فلا تصل ركعتين وتنصرف لتتابع مسلسلا أو فليما من الأفلام، بل صبر نفسك على طاعة الله، فلقد مضى عمرك وقضيت الساعات الطوال أمام التلفاز قبل ذلك، فلا تضيع دقيقة في هذا الشهر، وكن فى كل لحظة فى طاعة لله، حتى وأنت في عملك انشغل بالأذكار، وانشغل بكلمة التوحيد، وانشغل بالصلاة على محرر العبيد، ولا تضيع دقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى