مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الأزرقي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام الأزرقي، وكانت هناك آراء فيه، حيث قال ابن النديم فيه الأزرقي هو أحد الإخباريين وأصحاب السير، وقال ابن السمعاني، الأزرقي هو صاحب كتاب تاريخ مكة قد أحسن في تصنيف ذلك الكتاب أية الإحسان، وذكره ياقوت في معجم البلدان عند ذكر عمر الحبيس، وذكر شعرا له، وفيه يقول ليتني والمنى قديماً سفاه، وضلال وحيرة وحبرة وغناء، كنت صادفت منك يوما بعما، وبدير الحبيس كان اللقاء، فتوافيك ضرة الشمس تختا، ل كأن العيان منها هباء، لذ منها طعم وطاب نسيم، فلها الفخر كاه والسناء، ومن مصنفاته هو كتاب أخبار مكة، وما جاء فيها من الآثار، والمسند وهو من الكتب المفقودة، ومصادر رواياته، وقد أخذ الأزرقي رواياته عن جماعة من العلماء منهم إبراهيم بن محمد الشافعي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر بن الأزرق العدني.

 

وأكثر الرواية عن جده أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، وهو ثقة، كما روى عنه البخاري في صحيحه، ومن شيوخه، أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وأحمد بن نصر بن زياد النيسابوري، وهشام بن عمار المقري، ويعقوب بن حميد، ومحرز بن سلمة العدني، ومهدي بن أبي المهدي المكي، وسعيد بن منصور بن شعبة الخراساني، وإبراهيم بن محمد الشافعي المكي، وأحمد بن ميسرة المكي، ومن تلاميذه هو إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي العباسي البغدادي أثارت مقولة إزالة بعض المواقع الإسلامية المأثورة وتغيير مسميات بعضها الآخر في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة جدلا واسعا في المشهدين الفكري والإعلامي، وتقدم لتأييدها عدد من المشايخ والمفكرين والمثقفين بينما تصدى لها.

 

وناقض أطروحاتها فصيل آخر من هذه الشرائح، كما شارك في التجاذب الفكري حولها عدد من كتاب الرأي في وسائلنا الإعلامية، ولأهمية الموضوع وحاجته للبحث المتعمق المدعوم بالأدلة والأسانيد تنشر عكاظ على عدة حلقات مسلسلة دراسة أكاديمية قام بإعدادها الشيخ الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، تتناول هذا الموضوع وتضع النقاط على الحروف المدعومة بالأدلة والشواهد على التساؤلات الإشكالية المهمة التي أطلقها المؤيدون والمعارضون لهذا الموضوع، ويأتي الآن دور عرض ما احتواهما هذان الكتابان المهمان أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، وأخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، في ما يتصل بموضوع البحث ويتم التطرق في هذه الحلقة للكتاب الأول للأزرقي، أولا أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، وتأليف شيخ المؤرخين المكيين.

 

العلامة أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي، ورد لديه موضوع الآثار الإسلامية التاريخية في مكة المكرمة تحت عنوان ذكر المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة المكرمة، وما فيها من آثار النبي صلى الله عليه وسلم، وما صح من ذلك ثم عينها، وحدد أماكن وجودها، وما يتعلق بها من أحداث مع الكشف عن صحة نسبتها، وهو حين يقدم قائمة هذه الأماكن يوثقها بأحداثها، والمناسبة التي جعلت من المكان معلما تاريخيا، ولا يكتفي بهذا بل يختبر تلك الروايات، ويفحصها فحص المؤرخ الدقيق بكل ما يمكن أن يكشف الحقيقة، فيؤكد الصحيح، ويزيف الضعيف، ويرفضه، البعض منها، ففي ثبت هذه الأماكن التاريخية، وعلى منهجه في فحص الروايات، يثبت لديه مما لا شك فيه من هذه الأماكن هو مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنزل السيدة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها.

 

ودار الأرقم بن أبي الأرقم، ومسجد بأعلى مكة عند الردم عند بير جبير بن مطعم، ومسجد الجن، ومسجد الشجرة بأعلى مكة، ومسجد بأعلى مكة عند سوق الغنم عند قرن مسقلة، ومسجد السرر، ومسجد بعرفة عن يمين الموقف، ومسجد الكبش بمنى، ومسجد بذي طوى، غار حراء، وغار ثور، ومسجد البيعة بشعب العقبة، ومسجد الجعرانة، ومسجد التنعيم، وقد رفض صحة بعض الأماكن، ونفى نسبتها إلى أحداث ومناسبات تاريخية تتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى أحد من الرسل، والأنبياء السابقين كسيدنا إبراهيم عليهم، وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، من هذه الأماكن، ومسجد بأجياد يقال له مسجد المتكا، ومسجد على جبل أبي قبيس، بل لقد بلغت دقة الإمام الأزرقي رحمه الله تعالى حدا بعيدا جعله يذهب إلى أبعد من هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى