مقال

الدكروري يكتب عن فضل العشر الأواخر من رمضان ” جزء 7″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن فضل العشر الأواخر من رمضان ” جزء 7″

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع فضل العشر الأواخر من رمضان، وكما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان” وفى أوتار العشر آكد، لحديث السيدة عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر” رواه البخارى، وفى الأوتار منها بالذات، أى ليالى إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “التمسوها في العشر الأواخر، في الوتر” رواه البخارى ومسلمن وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى” رواه البخارى.

 

فهى في الأوتار أحرى وأرجى إذن، وفي صحيح البخارى عن عبادة بن الصامت قال خرج النبى صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى” أى تخاصم وتنازع رجلان من المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم “خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة” رواه البخارى، وفى هذا الحديث دليل على شؤم الخصام والتنازع، وبخاصة في الدين وأنه سبب في رفع الخير وخفائه، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية لكن الوتر يكون باعتبار الماضى فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “لتاسعة تبقى، لسابعة تبقى، لخامسة تبقى، لثالثة تبقى” فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع.

 

وتكون الاثنان والعشرون تاسعة تبقى، وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدرى في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبى صلى الله عليه وسلم في الشهر، وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه، وليلة القدر فى السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، فى السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أرى رؤياكم قد تواطأت فى السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر” رواه البخارى ومسلم، وهناك روايه لمسلم ” التمسوها فى العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يُغلبن على السبع البواقى” وهى فى ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” ليلة القدر ليلة سبع وعشرين” رواه أحمد وأبي داود، وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة وجمهور العلماء، حتى أبيّ بن كعب رضي الله عنه كان يحلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، وقال زر ابن حبيش، فقلت بأى شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها” رواه مسلم، وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنه “أنها ليلة سبع وعشرين” واستنبط ذلك استنباطا عجيبا من عدة أمور، فقد ورد أن عمر رضي الله عنهما جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيرا فقالوا إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا ؟ فقال عمر إنه فتى له قلب عقول، ولسان سؤول ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر.

 

فأجمعوا على أنها من العشر الأواخر من رمضان فسأل ابن عباس عنها، فقال إني لأظن أين هي، إنها ليلة سبع وعشرين، فقال عمر وما أدراك ؟ فقال إن الله تعالى خلق السموات سبعا، وخلق الأرضين سبعا، وجعل الأيام سبعا، وخلق الإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعا، والسعي سبعا، ورمي الجمار سبعا، فيرى ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس، ومن الأمور التى استنبط منها أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين وأن كلمة فيها من قوله تعالى” تنزل الملائكة والروح فيها” هى الكلمة السابعة والعشرون من سورة القدر، وهذا ليس عليه دليل شرعى، فلا حاجة لمثل هذه الحسابات، فبين أيدينا من الأدلة الشرعية ما يغنينا، ولكن كونها ليلة سبع وعشرين أمر غالب والله أعلم وليس دائما، فقد تكون أحيانا ليلة إحدى وعشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى