مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن القيم الجوزية ” جزء 9″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن القيم الجوزية ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء التاسع مع الإمام إبن القيم الجوزية، ثم يقول الكوثري معلقا على كلام التقي السبكي ومؤيدا له في رأيه وإذا كان الأمر كذلك في هذا فليقل لي حضرات إخواننا المساكين المغرورين بابن القيم كيف يلومون على غرورهم به وإمام عظيم من أئمة المسلمين يقول عنه بعبارة صريحة فصيحة بينة لا تحتمل التأويل، لا يقولها فقط بلسانه بل يكتبها في كتاب تبقى فيه على ممر الدهور يقرؤها البعيد والقريب والصغير والكبير والعالم والجاهل والمؤمن والكافر يقول تلك الكلمة هذا الإمام النادر المثال في فضله وزهده وورعه وعلمه وهو يعلم أنه مسؤول عنها عند ربه ولي أمره في دنياه وفي أخراه، وأي كلمة هذه الكلمة هي قوله إن ابن القيم كذب على الله ورسوله ليقل لي حضرات المغرورين بابن القيم كيف يكون نظرهم إليه في الحقارة والصغار.

 

وهم يسمعون إماما كبيرا لا ينسب إمامهم إلى الخيانة في النقل عن فريق العلماء جميعا بل ينسب إلى الخيانة في النقل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقول عنه إنه يكذب عليهما ويسند إليهما ما لم يقله كتاب ولا سنة أمع هذا يبقون على غرورهم وإفراطهم في تعظيم ذلك الرجل الذي يقول عنه الإمام السبكي بحق إنه ما زاد عنه الزنادقة والملاحدة والطاعنون في الشريعة في الخروج على الإسلام والمسلمين، أنا لا أتوهم بعد اطلاع هؤلاء المساكين على حال هذا الرجل أن يبقى في قلوبهم مثقال ذرة من التعظيم له والعطف عليه، وذكر محمد زاهد الكوثري في تعليقه على الكتاب أن النونية لم تكن تذاع في عهد ابن القيم إلا سرا، بينما ذكر تلميذه ابن رجب الحنبلي أنه سمع النونية في مجالس ابن القيم علنا فقال ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة.

 

وسمعت عليه قصيدته النونية الطويلة في السنة وأشياء من تصانيفه وغيرها، كما كان ابن حجر الهيتمي من أشد معارضي ابن القيم، حيث قال عنه إياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه، وأضله الله على علم، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم، وليسوا كذلك، وقد ألف نعمان الآلوسي كتاب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين للرد على ما قاله الهيتمي، ومن الذين انتقدوا ابن القيم من علماء الأشاعرة المتأخرين هو عبد الله الهرري في كتابه المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية، وأبي حامد بن مرزوق وهو محمد العربي التباني.

 

في كتابه المعنون ببراءة الأشعريين من عقائد المخالفين، حيث قال عنه وعن شيخه ابن تيمية ما نصه ومن تجرد عن العاطفة وطالع تآليفه وتآليف تلميذه ابن القيم، وقد طبعت بإنصاف، يجد فيها هذه المصائب كلها، التجسيم واعتقاد الجهة لله وتكفير المسلمين المخالفين لرأيه، وغير ذلك كما يجدها مملوءة بنسبة هذا الوضر إلى السلف الصالح افتراء وتلبيسا وتهويلا على البسطاء فلو اجتمع معه الثقلان على إثبات التصريح بالجهة لله تعالى بإسناد صحيح عن أتباع التابعين لم يستطيعوا ذلك، فضلا عن إثباته عن التابعين، فضلا عن إثباته عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فضلا عن إثباته عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وقد ألف ابن القيم العديد من المصنفات، واشتهرت مصنفاته شهرة كبيرة، ويقول ابن حجر العسقلاني وكل تصانيفه مرغوب فيها بين الطوائف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى