مقال

الدكروري يكتب عن هيا نودع رمضان ” جزء 9″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن هيا نودع رمضان ” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء التاسع مع هيا نودع رمضان، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملى وأنا صائم” رواه الترمذى، ومن ذلك صيام الأيام البيض، التي جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم كصيام الدهر، والتي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع صيامها فى سفر أو حضر، ومن ذلك أيضا هو صيام معظم شعبان، ومن ذلك صيام العشر الأوائل من ذى الحجة، التي تعتبر أفضل أيام السنة على الإطلاق، حيث يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل، ومن ذلك صيام يوم عرفة لغير الحاج لأنه يكفر صغائر ذنوب سنتين ماضية وقادمة، ومن ذلك صيام يوم عاشوراء لأنه يكفر سنة ماضية، فليس الصيام خاصا برمضان، بل هو تدريب لصيام هذه المناسبات وغيرها.

 

فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما، ويفطر يوما” رواه البخارى ومسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من عبد يصوم يوما فى سبيل الله، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا” رواه البخارى ومسلم، وإن تعودت فى رمضان على البذل والعطاء، وتفطير الصائمين، والتصدق على المحتاجين، فهلا بقيت على هذا العهد بعد رمضان، فأطعمت الجياع، وكسوت العراة، وواسيت المرضى ويقول النبى صلى الله عليه وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله، أو القائم الليل، والصائم النهار” رواه البخارى ومسلم، وإذا تعودت فى رمضان قيام الليل، واستمتعت بما شرفك الله به من الوقوف بين يده، فهلا حافظت على هذا الشرف خارج رمضان.

 

فعن سهل بن سعد رضى الله عنهما قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال “يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزة استغناؤه عن الناس” رواه الطبرانى، وإذا تعودت فى رمضان ارتياد المساجد، وحضور الجماعة، فهلا واظبت على الطريقة بعد رمضان، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يبشرنا ويقول “ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر، إلا تبشبش الله له أى تلقاه ببره وكرمه، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قَدم عليهم” رواه ابن ماجه، فإذا واظبت على الصلاة في الجماعة، جعل الله لك من الحفظ والصيانة والأجر ما لا يظفر به إلا محب لربه، عالم بقدره، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم ” مَن صلى البردين، وهما الفجر والعصر، دخل الجنة” متفق عليه.

 

ويقول صلى الله عليه وسلم “مَن صلى الصبح فهو في ذمة الله أى ضمانه وأمانه وحفظه” رواه مسلم، وفي حديث آخر “مَن صلى الصبح فى جماعة، فهو في ذمة الله” ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومَن صلى الصبح فى جماعة، فكأنما صلى الليل كله” رواه مسلم، فهل سألت نفسك ورمضان ولى، هل أنت من المسرورين، أم من المحرومين؟ هل صنت صيامك، وجودت قيامك؟ وقال الحسن البصرى رحمه الله “إن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك، في اليوم الذى يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون” ولا تنسوا أن تغتسلوا وتتطيبوا قبل الخروج لصلاة العيد، والجهر بالتكبير من غروب شمس ليلة العيد حتى يصعد الإمام المنبر، ويستحب الخروج مشيا.

 

وأن يخرج من طريق، ويرجع من طريق آخر تكثيرا للأجر، ويقول سعيد بن جبير “سنة العيد ثلاث المشي، والاغتسال، والأكل قبل الخروج” ويحسن أن يكون الأكل تمرات وترا، وذلك لما رواه البخارى عن أنس رضى الله عنه قال “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترا” فإذا وصلت المصلى، فاجلس دون صلاة ركعتين لأنه ليس بمسجد، وأكثروا من الدعاء واجتناب المعاصى، فقال أحد السلف “كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد” فيا شهر رمضان إن الأعين تذرف، والقلوب ترجف، والأفئدة تخفق، والضمائر تحترق، والأحشاء تتبدد، والأنفس تتحسر، فراق مُر، ورحيل شاق، وغياب مُضن الذى عرف قدرك، واغتنم حلولك، وشرب من ينابيعك، يبكي للذة انقطعت، وشمعة انطفأت، ومتعة تلاشت، ومسرات كان يتمنى أن تطول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى