مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام أبو حاتم الرازي هو الإمام الحافظ الناقد شيخ المحدثين الحنظلي الغطفاني محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، محدث ومن علماء الجرح والتعديل، كنيته أبو حاتم، ولد سنة مائة وخمس وتسعين من الهجرة، وتوفي سنة مائتان وسبع وسبعين من الهجرة، وابنه عبد الرحمن المحدث الشهير بابن أبي حاتم، ويقال له الرازي نسبة إلى وطنه الري بزيادة زاي، وأصله من أصبهان، ومن أجل ذلك ترجم له أبو نعيم الأصفهاني في كتابه أخبار أصبهان، ويقال له الغطفاني، ويقال الحنظلي، وحنظلة بطن من غطفان، ونسبته إليهم نسبة ولاء، وقال ابنه عبد الرحمن كما في اللباب نحن من موالي تميم بن حنظلة الغطفاني من غطفان، وقال ابن الأثير وأما أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي فمنسوب إلى درب بالري يقال له درب حنظلة، وكان من بحور العلم، طوف البلاد وبرع في المتن والإسناد.

 

وجمع وصنف وجرح وعدل وصحح وعلل، وقد حدث في رحلاته بأماكن وارتحل بابنه ولقي به أصحاب ابن عيينة ووكيع، وبدأ الإمام أبو حاتم الرازي كتابة الحديث سنة مائتان وتسع من الهجرة، وكان عمره أربعة عشر سنة، فرحل إلى الكوفة والبصرة وبغداد ودمشق وحمص ومصر، وقال ابنه سمعت أبي يقول أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ ثم تركت العدد بعد ذلك، وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا، ثم إلى الرملة ماشيا، ثم إلى دمشق ثم إلى أنطاكيا ثم إلى طرسوس ثم رجعت إلى حمص ثم منها إلى الرقة ثم ركبت إلى العراق كل ذلك وأنا ابن عشرين سنة، وقال بقيت بالبصرة سنة أربع عشرة أي ومائتين فبعت ثيابي حتى نفدت، وجعت يومين فأعلمت رفيقي فقال معي دينار فأعطاني نصفه، وطلعنا مرة من البحر.

 

وقد فرغ زادنا فمشينا ثلاثة أيام لا نأكل شيئا، ومن آثار الإمام أبو حاتم الرازي هو كتاب الزهد، ويوجد في المكتبة الظاهرية بدمشق مخطوطا في المجموعة رقم ثماني وعشرين، والضعفاء والكذابون والمتركون من أصحاب الحديث عن أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين، مما سألهم عنه وجمعه وألفه أبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البرذعي المتوفى سنة مائتان واثنين وتسعين من الهجرة، ويوجد في معهد المخطوطات بالقاهرة برقم سبعمائة وتسعة عشر فهرس قسم التاريخ، وتفسير القرآن، والجامع في الفقه، والزينة، وطبقات التابعين، وروى الإمام أبو حاتم الرازي عن محمد بن عبد الله الأنصاري وعثمان بن الهيثم وعفان بن مسلم وأبي نعيم عبيد الله بن موسى وآدم بن أبي إياس وأبي اليمان وسعيد بن أبي مريم وأبي مسهر وأبو أمية الطرسوسي وغيرهم، وروى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابنه عبد الرحمن.

 

وروى عنه عبدة بن سليمان المروزي والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عوف الطائي وهم من شيوخه، ورفيقه وابن خالته أبو زرعة الرازي ومحمد بن هارون الروياني وأبو عوانة الإسفراييني وابن أبي الدنيا وأبو زرعة الدمشقي وأبو عمرو بن حكيم وغيرهم، وقد خرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وذكر الحافظ في تهذيب التهذيب أن ابن ماجه روى عنه في التفسير، وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية، وقيل إن البخاري وابن ماجه رويا عنه ولم يثبت ذلك، وقال أبو بكر الخلال أن أبو حاتم إمام في الحديث، وقال ابن خراش أن الإمام أبو حاتم الرازي كان من أهل الأمانة والمعرفة، وقال النسائي هو ثقة، وقال أبو نعيم أنه إمام في الحفظ والفهم، وقال اللالكائي أن الإمام أبو حاتم الرازي كان إماما عالما بالحديث حافظا متقنا ثبتا، وقال ابن أبي حاتم.

 

سمعت موسى بن إسحاق القاضي يقول ما رأيت أحفظ من والدك، قلت له فرأيت أبا زرعة؟ قال لا، قال وسمعت يونس بن عبد الأعلى يقول أبو زرعة وأبو حاتم إماما خراسان ودعا لهما وقال بقاؤهما صلاح للمسلمين، وقال الخطيب كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات مشهورا بالعلم مذكورا بالفضل، وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول قلت على باب أبي الوليد الطيالسي من أغرب عليّ حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله عليّ درهم يتصدق به وهناك حلق من الخلق أبو زرعة فمن دونه وإنما كان مرادي أن أستخرج منها ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب عليّ حديثا، وقال أحمد بن سلمة النيسابوري ما رأيت بعد إسحاق ومحمد بن يحي أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم، وقال عثمان بن خرزاذ أحفظ من رأيت أربعة إبراهيم بن عرعرة ومحمد بن المنهال الضرير وأبو زرعة وأبو حاتم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى