مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن إسحاق ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن إسحاق ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن إسحاق هو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار وقيل ابن كوثان، المدني، وكنيته أبو بكر وقيل أبو عبد الله، حافظ ومحدث وإخباري ونسابة، ومن قدماء مؤرخي العرب، ومن أبرز علماء وحفاظ الحديث، وهو من أهل المدينة وله كتاب السيرة النبوية، وهذبها عبد الملك بن هشام، وفي ذلك قال ابن العماد الحنبلي والإمام محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب السيرة، وكان بحرا من بحور العلم، ذكيا حافظا، طلابة للعلم، أخباريا، نسابة، ومن كتب ابن إسحاق أخذ عبد الملك بن هشام، وكل من تكلم في السّير فعليه اعتماده، وولد ابن إسحاق في المدينة المنورة سنة ثمانين من الهجرة، ورأى بعض الصحابة المعمرين أمثال أنس بن مالك، ومحمود بن الربيع، وسهل بن سعد، وأقبل الإمام إبن إسحاق على علم الحديث بالمدينة المنورة والحجاز في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من كبار أعيان التابعين.

 

ومنهم القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبان بن عثمان بن عفان، ثم أخذ يتجه إلى مختلف العلوم، وراح يتتلمذ على علماء عصره، مثل عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الرحمن بن هرمز، والزهري ويعد أشهر تلاميذ هذا الأخيرعلى الإطلاق، ولم يكتفي بذلك، بل رحل إلى الإسكندرية سنة مائة وخمسة عشر من الهجرة، فولع بالأدب وأظهر الاهتمام بمعرفة التاريخ ووقائع العرب وأيامهم، ثم نزل العراق بعد ارتقاء العباسيين سدة الحكم عام مائة واثنين وثلاثين من الهجرة، فنزل الكوفة، والجزيرة، والري، واتصل بالمنصور، وألف له كتابا في التاريخ منذ خلق آدم إلى يومه، واختصره في كتاب المغازي، وكان في آخر أمره سكن بغداد فمات فيها، ودفن بمقبرة الخيزران سنة مائة وواحد وخمسين من الهجرة، الموافقة سنة سبعمائة وتسع وستين ميلادي، وكان من حفاظ الحديث المتقنون.

 

حتى لقب بأمير المؤمنين في الحديث في زمانه، وفي ذلك يقول ابن حبان محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث، ومن أحسن الناس سياقا للأخبار، وهو من ثقات مؤرخي التاريخ العربي الإسلام، وقال الشافعي من أراد أن يتبحر في المغازي، فهو عيال على محمد بن إسحاق، وكتابه المبتدأ والمبحث والمغازي وصلنا قطعة صغيرة منه، وهو أول من ألف في السيرة النبوية ومن أوائل من ألف في التاريخ العرب، وفي ذلك قال ابن سعد أن محمد بن إسحاق هو أول من جمع مغازي رسول الله صلي الله عليه وسلم وألفها، وقال صاحب سير أعلام النبلاء أن محمد بن إسحاق هو أول من دون العلم بالمدينة، وذلك قبل مالك وذويه، وكان في العلم بحرا عجاجا، وعقد كتابه في ثلاثة أقسام، أخبار الخليقة من آدم حتى إسماعيل، أخبار العرب في الجاهلية من إسماعيل وحتى المبعث.

 

أخبار النبي صلي الله عليه وسلم ومغازيه وجملة من أخبار عصر الخلافة الراشدة، ونجد مقتطفات من كتابه في تاريخ الطبري وتاريخ خليفة بن خياط وغيرهم، ويُعتبر ابن إسحاق أحد أشهر مؤرخي العرب وهو عند العلماء المسلمين أفضل من كتب في السيّر والأخبار والمغازي، وهناك الكثير ممن أثنى عليه من العلماء المسلمين، وفي المقابل تم اتهام ابن إسحاق بالقدرية، وذكر أنه قد تم جلده بسبب ذلك، كما واتهم بالتشيّع، وهذان الأمران لم يثبتا عن ابن إسحاق أبدا، وقال الشافعي عنه من أراد أن يتبحر في المغازى فهو عيال على محمد بن إسحاق، كما قال ابن حبان عنه لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق في علمه، ولا يوازيه في جمعه، كما قال ابن حجر عنه أنه إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، وقال أبو يعلى الخليلي أنه عالم واسع الرؤية والعلم، ثقة.

 

وقال أبو حاتم الرازي أنه ليس عندي في الحديث بالقوي ضعيف الحديث وهو أحب إلى من أفلح بن سعيد يكتب حديثه، وقال الدارقطني أنه اختلف الأئمة فيه، وأعرفهم به مالك، وحين سُئل عن رواية ابن إسحاق عن أبيه قال لا يحتج بهما، وإنما يعتبر بهما، وقال أبو زرعه الدمشقي أنه رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، وقال ابن عدي الجرجاني أنه قد فتشت أحاديث ابن إسحاق الكثير فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ، أو وهم كما يخطئ غيره، ولم يختلف في الروايه عنه الثقات والأئمة، وهو لا بأس، وقال أبو زرعة الرازي أنه صدوق وقال من تكلم في محمد بن اسحاق هو صدوق، وقال أبو معاوية الضريرأنه كان ابن إسحاق أحفظ الناس، وقال أحمد بن حنبل أنه حسن الحديث، وليس بحجة، وقال يحيى بن معين أنه ثقة لكن ليس بحجة، وقال مالك بن أنس أنه دجال من الدجاجلة وقال نحن أخرجناه من المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى