مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن شطي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن شطي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام إبن شطي هو حسن بن عمر الشطي الحنبلي، وهو حسن بن عمر بن معروف بن عبد الله ابن مصطفى، الشطي، البغدادي الأصل، الدمشقي فقيه حنبلي، نحوي، فرضي، متكلم، عروضي، وأخذ الإمام إبن شطي عن محمد الكزبري وولده الشيخ عبد الرحمن والملا علي السويدي ومصطفى السيوطي وغيرهم، ومن تصانيفه هو منحة مولى الفتح تجريد زوائد الغاية، والشرح، وهو في فروع الفقه الحنبلي، وشرح الكافي، وهو في علمي العروض والقوافي، والنثار على الإظهار، وهو في النحو، وبسط الراحة لتناول المساحة، ومختصر شرح عقيدة السفاريني، وقال عنه عبد الرزاق البيطار في كتابه حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، أنه الشيخ الإمام، والعمدة الهمام، صاحب السيرة الحسنة، والشمائل المستحسنة، والأوصاف الكاملة، والفضائل الشاملة، نشأ في معابد الطلب والاستفادة.

 

وأكب بعده على الإحسان والإفادة وكانت ولادته في شهر صفر سنة خمس ومائتين وألف وله في مذهب الإمام أحمد بن حنبل التآليف المفيدة النافعة، وله أيضا في بقية العلوم الشريفة من توحيد وبيان وحساب ومساحة، وقد شرح الإظهار في النحو، وله مولد شريف، ومعراج منيف، وشرح على حزب الإمام النووي، ومجلس في ختم البخاري، وقد أخذ عن الشيخ محمد الكزبري وولده الشيخ عبد الرحمن والملا علي السويدي والشيخ مصطفى السيوطي وكثير من العلماء الأعلام، والجهابذة الفخام وله من النظم والنثر، ما يشهد له بالفضيلة والقدر، وولد الإمام إبن شطي وتوفي بدمشق في الرابع عشر من شهر جمادي الثانية سنة ألف ومائتان وأربع وسبعين من الهجرة، ودفن في مقبرة قاسيون في سفح الجبل وقبره ظاهر معروف، وكتب على بلاطة قبره ما نظمه له علامة وقته السيد محمود أفندي حمزة مفتي دمشق.

 

وكان من أولاد الإمام إبن شطي هو محمد بن حسن بن عمر الشطي الحنبلي، وهو فقيه، فرضي، رياضي، ولد بدمشق في العاشر من جمادى الثانية، وتوفي بها في الخامس من شهر رمضان، ودفن في مقبرة الذهبية بمشهد عظيم، وكان يميل إلى إحياء المذاهب المندرسة ونشرها، وله اطلاع واسع على أقوال المجتهدين، حتى إن العلامة محمود أفندي الحمزاوي مفتي دمشق كان طلب منه جمع مسائل الإمام داود الظاهري، فجمع رسالة في ذلك قدمها إليه في أيام يسيرة، طبعت بدمشق سنة ألف وثلاثمائة وثلاثون من الهجرة، وقال عنه عبد الرزاق البيطار في كتابه حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، هو العالم الفاضل الفقيه الفرضي الحيسوبي الهمام، كان من أعيان العلماء سخيا ودودا حسن العشرة، ونشأ في حجر والده العلامة حسن الشطي، وقرأ القرآن وجوده وحفظه على الشيخ مصطفى التلي.

 

ولازم دروس والده توحيدا وفقها وفرائض وحسابا ونحوا وصرفا وغير ذلك، وبه تخرج وانتفع، واستجاز له والده المنوه به من أئمة دمشق وقتئذ الشيخ سعيد الحلبي والشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ حامد العطار والشيخ عبد الرحمن الطيبي ونزيل دمشق الشيخ محمد التميمي، فأجازوه، وروى عنهم حديث الأولية، ولازم بعد وفاة والده سنة ألف ومائتان وأربع وسبعين من الهجرة، الشيخ عبد الله الحلبي فحضر عليه طرفا من الحديث والفقه والنحو، ولما ورد إلى دمشق الشيخ محمد أكرم الأفغاني، لازمه مدة في علم الفلك وغيره، وكتب له إجازة عامة، وكان له مؤلفات كثيرة منها شجرة في النحو على طريقة الإظهار، وتوفيق المواد النظامية لأحكام الشريعة المحمدية، والفتح المبين في تلخيص كلام الفرضيين، وبسط الراحة لتناول المساحة، وصحائف الرائض في علم الفرائض، وتسهيل الأحكام فيما يحتاج إليه الحكام.

 

والقواعد الحنبلية في التصرفات العقارية، وقد عني بالتأليف والجمع، فألف وجمع كتبا ورسائل جمة، منها في الفرائض وهي رسالة الفتح المبين طبعت بدمشق ثم أعيد طبعها مره أخري وكتاب صحائف الرائض، وقد جعل في كل صفيحة منه بحثا خاصا ومنها في الهندسة بسط الراحة لتناول المساحة، اختصره من كتاب والده، وذيله بخريطة فيها رسم الأشكال الهندسية، مع بيان مساحتها بالأرقام، مطبوعة، وكان أرسلها إلى الأستانة، فأصدرت نظارة المعارف أمرها بطبعها ومكافأته عليها، ومنها في الفقه توفيق المواد النظامية لأحكام الشريعة المحمدية، نحو مائتي مادة، طبعت في مصر وتسهيل الأحكام فيما يحتاج إليه الحكام، نحو ألف مادة، والقواعد الحنبلية في التصرفات العقارية مطبوعة ومنها شرح على الدور الأعلى للشيخ الأكبر، وشجرة في النحو على طريقة الإظهار واختصر منسك والده ومعراجه مطبوع.

 

وجمع دفترا كبيرا في تقسيم مياه دمشق وبيان أسهمها المترية، وله غير ذلك، وقد خلف أربعة أبناء هم معروف، ومحمد مراد أفندي وهو صاحب طبقات الحنابلة، والقاضي حسين، وعمر وكان لعمر ابن اسمه محمد جميل، ومحمد بن حسن كان حنبلي المذهب، من أهل السنة والجماعة، وكان من اهتمامات بالفقه، وأصول الفقه، وأصول الدين، وعلم التوحيد، وعلم الحديث،وعلم الفرائض، وعلم البيان، وعلم الحساب، وعلم المساحة، وعلم الفلك، والنحو، والصرف، والنثر، وتأثر بلإمام أحمد بن حنبل، وله إطلاع واسع على أقوال المجتهدين، حتى إن العلامة محمود أفندي الحمزاوي مفتي دمشق كان طلب منه جمع مسائل الإمام داود الظاهري، فجمع رسالة في ذلك قدمها إليه في أيام يسيرة، طبعت بدمشق ثم ذكر وظائفه وأعماله مرتبة على السنين، وكانت وفاته سنة ألف وثلاثمائة وسبعة من الهجرة، ودفن في مقبرة الذهبية بمشهد عظيم رحمه الله رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى