مقال

الدكروري يكتب عن الإمام فخر الدين الرازي ” جزء 2″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام فخر الدين الرازي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

والإمام فخر الدين الرازي الطبرستاني الأصل، ثم الرازي، ابن خطيبها، المفسّر، المتكلم، إمام وقته في العلوم العقلية، وأحد الأئمة في العلوم الشرعية، صاحب المصنفات المشهورة، والفضائل الغزيرة المذكورة، وأحد المبعوثين على رأس المائة السادسة لتجديد الدين، ولد في شهر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقيل سنة ثلاث، اشتغل أولا على والده ضياء الدين عمر، وهو من تلامذة البغوي، ثم على الكمال السمناني، وعلى المجد الجيلي، صاحب محمد بن يحيى، وأتقن علوما كثيرة، وبرز فيها، وتقدم وساد، وقصده الطلبة من سائر البلاد، وصنف في فنون كثيرة، وكان له مجلس كبير للوعظ يحضره الخاص والعام، ويلحقه فيه حال ووجد، ويقول جمال الدين القفطي في كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء، وله تصانيف في الأصول وتصانيف في المنطق وفسر القرآن تفسيرا كبيرا.

 

وكان علمه محتفظا من تصانيف المتقدمين والمتأخرين يعلم ذلك من يقف عليها، وكان من أفاضل أهل زمانه بذ القدماء في الفقه وعلم الأصول والكلام والحكمة ورد على أبي علي بن سينا واستدرك عليه وكان عظيم الشأن بخراسان وسارت مصنفاته في الأقطار واشتغل بها الفقهاء وكان يطعن على الكرامية ويبين خطأهم فقيل أنهم توصلوا إلى إطعامه السم فهلك وكان يركب وحوله السيوف المجذبة وله المماليك الكثيرة والمرتبة العالية والمنزلة الرفيعة عند السلاطين الخوارزمشاهية وعن له أن تهوّس بعمل الكيمياء وضيّع في ذلك مالا كثيرا ولم يحصل على طائل ومن تصانيفه كتاب تفسير القرآن الكبير سماه مفاتيح الغيب سوى تفسير الفاتحة وأفرد لها تصنيفا اثني عشر مجلدا بخطه الدقيق، وكتاب تفسير القرآن الصغير سماه أسرار التنزيل وأنوار التأويل، ويقول زكريا القزويني في آثار البلاد وأخبار العباد هو إمام الوقت ونادرة الدهر وأعجوبة الزمان.

 

ويقول ابن الأثير في الكامل في التاريخ كان إمام الدنيا في عصره، ويقول شمس الدين الشهرزوري في نزهة الأرواح وروضة الأفراح هو إمام زمانه وفاضل أيامه، وصاحب التصانيف المعظمة والمؤلفات المفخمة في أكثر العلوم، بلغ رحمه الله تعالى في البحث والجدل والقيل والقال مبلغا عظيما، ويقول صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات هو الإمام العلامة فريد دهره ونسيج وحده فخر الدين أبو عبد الله القرشي التيمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد ابن خطيب الري الشافعي الأشعري، وقد توجه البعض بالنقد لفكر الرازي وعقيدته، بسبب اشتغاله بالفلسفة واهتمامه بها، ويعني هذا أن الاشتغال بالفلسفة كان سببا في خصومات وانتقادات كثيرة في حياته وبعد مماته، كاتهامه بأنه مجرد ناقل عن أرسطو، وأتباعه من المشائين اليونانيين والمسلمين، أمثال قالينوس ومحمد بن زكريا الرازي وابن سينا وأبي البركات البغدادي.

 

وهو متهم أيضا بأنه كان يعرض الشبه عن الفلاسفة وغيرهم ولم يجب عنها، أو بأنه شغل الناس بكتب الفلسفة بدل كتب السنة وغير ذلك، وقد اهتم المؤرخون وغيرهم بهذه الانتقادات بين مؤيد ومعارض، فذكر الصفدي أن خصوم الرازي أكثروا عليه التشنيع بسبب إيراد الشبه والأدلة للخصوم ولم يجب عنها، ومن هؤلاء ابن سيد الناس الذي اعتمد على ما ذكره ابن جبير في رحلته، من أنه دخل الري ووجد الرازي قد التفت عن السنة وشغل الناس بكتب ابن سينا وأرسطو، بينما يرى آخرون بإنه وبالرغم من كون اشتغال الرازي بالفلسفة صحيح إلا أن ابتعاده عن السنة شهادة باطلة وافتراء عليه، ولكن خصومه استغلوا أي كلام من أجل التشكيك في مكانته في الفكر الإسلامي ودوره في تطويره، حسدا له على إصابته في اجتهاداته ونجاحه في الرد على أهل البدع والنصارى واليهود، وحتى الفلاسفة.

 

فالرازي أخد من الفلسفة ما رآه صحيحا وحافظ على مذهب أهل السنة ودافع عنه بكل قوته، ويقول تاج الدين السبكي عن تضلعه في الحكمة، وأما علوم الحكماء فلقد تدرع بجلبابها وتلفع بأثوابها، وتسرع في طلبها حتى دخل من كل أبوابها، وأقسم الفيلسوف إنه لذو قدر عظيم، وقال المنصف في كلامه هذا من لدن حكيم، ويقول ابن قاضي شهبة هو إمام وقته في العلوم العقلية، وأحد الأئمة في العلوم الشرعية، صاحب المصنفات المشهورة والفضائل الغزيرة المذكورة، ولد في رمضان سنة خمسمائة وأربع وأربعين من الهجرة، وقيل سنة ثلاث، واشتغل أولا على والده ضياء الدين عمر، وهو من تلامذة البغوي، ثم على الكمال السمناني وعلى المجد الجيلي صاحب محمد بن يحيى، وأتقن علوما كثيرة وبرز فيها وتقدم وساد، وقصده الطلبة من سائر البلاد، وصنف في فنون كثيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى