مقال

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 3”

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 3″

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

ويقول ابن كثير رحمه الله ” فجميع أهل الأرض بل أهل الدنيا منذ أن خلق الله آدم إلى قيام الساعة، كل له عينان وحاجبان وأنف وجبين وفم وخدان، وليس يشبه واحد منهم الآخر بل لابد أن يفارقه بشيء من السمت أو الهيئة أو الكلام ظاهرا كان أو خفيا يظهر بالتأمل ولو توافق جماعة في صفة من جمال أو قبح لابد من فارق بين كل منهم وبين الآخر” ثم انظر ما على هذه الأرض من أصناف الحيوانات التي لا يحصيها إلا الله تعالى، فكم على اليابسة فقط من أصناف هذه الحيوانات؟ وكم في هذه البحار والمحيطات من أصناف الحيوانات؟ وهي مع ذلك مختلفة الأجناس والأشكال والأحوال فمنها النافع للعباد الذي يعرفون به كمال نعمة الله عليهم ومنها الضار الذي يعرف به الإنسان قدر نفسه وضعفه أمام خلق الله، وهذه الدواب المنتشرة في البراري والبحار تسبح بحمد الله وتقدس له وتشهد بتوحيده وربوبيته.

 

فقال تعالى فى سورة الإسراء “تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم” وكل دابة من هذه الدواب وكل صنف من هذه الحيوانات خلق لحكمة بالغة فلم يخلق شيء من هذا الكون عبثا قطعا، فقال تعالى ” وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار” وقد تكفل الله برزق هذه الدواب ويعلم مستقرها ومستودعها، فقال تعالى فى سورة هود “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وقال تعالي فى سورة غافر “الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء” فلولا هذه الجاذبية التي تربطنا بالأرض لطرنا عن ظهرها وانتثرنا انتثارا نحن وبيوتنا ومن آياته سبحانه هذه الرياح اللطيفة التي يرسلها الله تعالى فتحمل السحب الثقيلة المحملة بالمياه الكثيرة.

 

ويسوق الله هذا السحاب ثم يؤلف بينه فيجمعه حتى يتراكم كالجبال فيحجب نور الشمس لكثافته وتظلم الأرض من سواده وتراكمه وتراه يتجمع وينضم بعضه إلى بعض سريع بإذن الله وإذا شاء أن يفرقه سريعا أصبحت السماء صحوا وفي ذلك أعظم الدلالة على عظمة خالقها ومصرفها ومدبرها ولذلك فقد أقسم سبحانه وهو سبحانه إذا أقسم بشيء من مخلوقاته دل ذلك على عظمة المقسم به كما قال سبحانه ” والذاريات ذروا” ومعنى الذاريات أي الرياح “فالحاملات وقرا” أى السحاب التي تحمل وقرها من الماء، وهذه الرياح وهذا السحاب مسخر بأمر الله تعالى لا يتجاوز ما أمره به خالقه ومنشئه سبحانه وتعالى، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصابت الناس سنة على عهد النبي صلي الله عليه وسلم أي شدة وجهد من الجدب وعدم نزول المطر، قال فبينما النبي صلي الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي.

 

فقال يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، وانقطعت السبل فادع الله لنا، فرفع النبي صلي الله عليه وسلم يديه، فيقول أنس وما نرى في السماء قزعة أي قطعة سحاب يقول فو الذي نفسي بيده ما وضع يديه حتى ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلي الله عليه وسلم” رواه البخارى ومسلم، فسبحان الله العظيم، صعد النبي صلي الله عليه وسلم المنبر، وما في السماء من قزعة سحاب وما نزل إلا والمطر يتحادر من لحيته، فسبحان الله، إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، فيقول انس رضي الله عنه، مطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع النبي صلي الله عليه وسلم يديه وقال” اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر”

 

فيقول أنس رضي الله عنه، فما يشير رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، فتمزق السحاب فما نرى منه شيئا على المدينة وسال الوادي شهرا ولم يجئ أحد من ناحيته إلا حدّث بالجود، فيقول تعالى فى سورة الروم “الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير” ويعد العلم هو سبيل اكتشاف العالم والكون وما يدور فيه من حولنا، وفهم تفاصيله واكتشاف أسراره، فالوصول لهذا العلم يعود بالنفع على جميع نواحي الحياة البشرية، حيث ساهمت العلوم الكونية الحديثة على حل مشكلات العديدة التي تواجه البشرية كتخليصه من الأمراض وحل مشاكل التغير المناخي على سبيل المثال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى