مقال

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن المنكدر ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام محمد بن المنكدر ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام محمد بن المنكدر هو ابن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي الإمام الحافظ القدوة، شيخ الإسلام أبو عبد الله القرشي التيمي المدني ويقال أبو بكر أخو أبي بكر وعمر، هو محمد بن المنكدر بن عبد الله أبو عبد الله ويقال أبو بكر، وولد سنة بضع وثلاثين من الهجرة، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعده أصحاب الطبقات من الطبقة الثالثة من الوسطى من التابعين، وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومحمد بن ماجه، وحدث الإمام محمد بن المنكدر عن سلمان وأبي رافع وأسماء بنت عميس وأبي قتادة وطائفة مرسلا، وعن السيدة عائشة وأبي هريرة وعن ابن عمر وجابر وابن عباس وابن الزبير وأميمة بنت رقيقة وربيعة بن عباد وأنس بن مالك أبي أمامة بن سهل بن سهل ومسعود بن الحكم.

 

وعبد الله بن حنين وحمران وذكوان أبي صالح وعروة وعبد الرحمن بن يربوع وأبيه المنكدر، رضي الله عنهم أجمعين، وقال الحميدي عن الإمام محمد بن المنكدر هو حافظ وقال ابن معين وأبو حاتم هو ثقة، وقال الترمذي سألت محمدا يعني البخاري سمع من السيدة عائشة ؟ فقال نعم يقول في حديثه سمعت السيدة عائشة رضي الله عنها قلت إن ثبت الإسناد إلى ابن المنكدر بهذا فجيد وذلك ممكن لأنه قرابتها وخصيص بها ولحقها وهو في العشرين من عمرة، وقال أبو حاتم البستي كان من سادات القراء، لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء، وقال أبو القاسم اللالكائي كان المنكدر خال السيدة عائشة رضي الله عنها فشكا إليها الحاجة فقالت إن لي شيئا يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف، فبعثت بها إليه فاشترى جارية فولدت له محمدا وأبا بكر، وعمر.

 

وقال مالك كان ابن المنكدر سيد القراء، وروى عفيف بن سالم عن عكرمة بن إبراهيم عن ابن المنكدر أنه جزع عند الموت فقيل له لم تجزع ؟ قال أخشى آية من كتاب الله “وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون” فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب، وقال ابن عيينة كان لمحمد بن المنكدر جار مبتلى، فكان يرفع صوته بالبلاء وكان محمد يرفع صوته بالحمد، ويقول الإمام مالك كان محمد بن المنكدر لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي، وعن ابن المنكدر قال : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، ويقول إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم، وكان يقول نعم العون على تقوى الله الغنى، وقال أبو معشر السندي بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا.

 

ثم قال لبنيه يا بني ما ظنكم بمن فرغ صفوان بن سليم لعبادة ربه، وعن ابن زيد قال، قال ابن المنكدر إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه، فأسمعه يقول أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم قال فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت ثم أرسلها الله وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير فقال هذا بالمدينة ولا أعرفه فلما سلم الإمام تقنع وانصرف وأتبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس، فدخل موضعا ففتح ودخل قال ورجعت فلما سبحت أتيته فقلت أدخل ؟ قال ادخل فإذا هو ينجز أقداحا فقلت كيف أصبحت ؟ أصلحك الله قال فاستشهرها وأعظمها مني فلما رأيت ذلك، قلت إني سمعت إقسامك البارحة على الله يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة ؟

 

قال لا ولكن غير ذلك لا تذكرني لأحد ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت ولا تأتني يابن المنكدر فإنك إن تأتني شهرتني للناس فقلت إني أحب أن ألقاك قال القني في المسجد قال وكان فارسيا فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل، وقال ابن وهب بلغني أنه انتقل من تلك الدار، فلم يري ولم يدر أين ذهب فقال أهل تلك الدار الله بيننا وبين ابن المنكدر أخرج عنا الرجل الصالح، وعن صدقة بن عبد الله قال جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت له أحللت للوليد أم سلمة ؟ قال أنا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جابر أنه صلى الله عليه وسلم قال “لا طلاق لما لا تملك ولا عتق لما لا تملك” وقد كان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر في عدة من الفقهاء أفتوه في طلاق زوجته أم سلمة، وقال زياد مولى ابن عياش لمحمد بن المنكدر وصفوان بن سليم الجد الجد، والحذر الحذر فإن يكن الأمر على ما نرجوه كان ما عملناه فضلا وإلا لم تلوما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى