مقال

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 9”

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 9”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

فيُظهر للناس زيادة علمه على العلماء، ليعلو به عليهم، ونحو ذلك، فهذا موعده النار عياذا بالله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار” رواه الترمذي، وابن ماجه، وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار” رواه ابن ماجه، وقال الحسن البصرى رحمه الله “لا يكن حظ أحدكم من علمه أن يقول له الناس عالم، وكما أن عليه أن يخلص في طلب العلم لله تعالى وأن يصبر فيه وعليه ويصابر، ويحذر من الاستعجال في الحصاد فإن البداية مزلة، وقال الحسن البصرى رحمه الله “لا يكن حظ أحدكم من علمه أن يقول له الناس عالم، وكما أن عليه أن يخلص في طلب العلم لله تعالى.

 

وأن يصبر فيه وعليه ويصابر، ويحذر من الاستعجال في الحصاد فإن البداية مزلة، ومن تصدر قبل حينه فضحه الله في حينه، وعندما يدخل الأبناء العام دراسي الجديد، يقضونه بين أروقة المدارس والمعاهد والجامعات لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، على حسب مستوياتهم واتجاهاتهم، ويشجعهم على ذلك ويدفعهم أولياء أمورهم والقائمون على تدريسهم من مربين ومدرسين الذي يقع عليهم العبء الأكبر في تربية الناشئة التربية الإسلامية الهادفة، التي تعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهم، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون الجاد بين البيت والمدرسة، وقيام كل منهما بما له وما عليه تجاه أبناء المسلمين، فليعلم كل من اشتعل بالتدريس أن أقل ما ينتظر من المعلم أن يكون مظهره إسلاميا، وأن يتقي الله سبحانه وتعالى في قوله وفعله وسلوكه، وأن يكون ذلك كله متفقا مع شرع الله.

 

في التعامل مع الطلاب، والتخاطب معهم، وأن يروا فيه القدوة الصالحة التي تحتذى، وما اختلت موازين الأمة، وفسد أبناؤها إلا حينما ضاع الأبناء بين أب مفرط لا يعلم عن حال أبنائه، ولا في أي مرحلة يدرسون، ولا مع من يذهبون ويجالسون، ولا عن مستواهم التحصيلي في الدراسة وبين مدرس خان الأمانة، وتهاون في واجبه، ولم يدرك مسؤوليته، وهذا الحكم ليس عاما فإن بين صفوف المدرسين أتقياء بررة، ومربين أوفياء، وهم كثير بحمد الله تعالى وإن المنصف ليدرك دور ذلك الجندي المجهول وهو المعلم المخلص في تعليم الأجيال، وتربيتهم، وتقويم سلوكهم، وإن واجب الأمة نحوه أن تشكر جهوده، وتؤدي إليه بعضا من حقه، وأن تعرف له قدره واحترامه وفضله، فتعلموا العلم النافع، وعلموه، فمن يرد الله به خيرا يفقه في الدين، فإن العلم منه ما هو واجب على كل مسلم ومسلمة.

 

لا يقدر أحد على تركه إذ تركه مُخل بحياته ودينه كأحكام العقيدة، والطهارة، والصلوات والزكاة والصوم، والحج، فالواجب على المسلم أن يسأل عن ذلك، ويتعلم أحكام دينه فإنما شفاء العي السؤال، وكم هو شديد الوقع على النفوس أن يرى في الناس من شاب رأسه، ورق عظمه، وهو يتعبد الله على غير بصيرة وقد يصلى بعض الناس أربعين سنة، أو عشرين سنة، أو أقل أو أكثر وهو لم يصل في الحقيقة لأن صلاته ناقصة الأركان، أو مختلة الشروط والواجبات، ومع ذلك لا يحاول تعلم أحكامها، بينما يُرى حريصا على دنياه ويكفي هذا دليلا على أن الله سبحانه وتعالى لم يرد به خيرا، ولو تعلم العلوم الدنيوية، وتبحر فيها لأنها علوم معاشية فقط، لا تستحق مدحا ولا ذما، وقال ابن كثير رحمه الله “فهؤلاء ليس لهم علم إلا بالدنيا، وأكسابها، وشؤونها، وما فيها، فهم حذاق أذكياء في تحصيلها.

 

ووجوه مكاسبها، وهم غافلون عن أمور الدين، وما ينفعهم في الدار الآخرة، كأن أحدهم مغفل لا ذهن له، ولا فكرة” وقال الحسن البصرى “والله ليبلغن أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي” واعلموا أن بقاء العلم الشرعي مرهون ببقاء حملته، فإذا ذهبوا وقع الناس في الضلال حيث يكثر الجهل بلعوم الشريعة، وهذا من علامات الساعة، فحقيق بكل مسلم أن يحرص على طلب العلم، علما، وتعليما، وتطبيقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا” متفق عليه، وارتفاع العلم إنما يكون بموت العلماء حيث يموت علمهم معهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى