مقال

الدكروري يكتب عن الصحابي الأشجعي الغطفاني

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الصحابي الأشجعي الغطفاني

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الأشجعي هو معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن الاشجعي الغطفاني، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أَبو محمد، وأبو زيد، وأبو سنان، وهو صحابي ومن القادة الشجعان وكانت معه راية قومه يوم حنين ويوم فتح مكة، وقال الواقدي أنه كان معه راية أشجع يوم حنين، ومع نعيم بن مسعود راية أخرى وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعث أشجع إلى المدينة لغزو مكة، وسكن الكوفة وقدم المدينة، وكان موصوفا بالجمال، فسمع عمر بن الخطاب امرأة تنشد أعوذ برب الناس من شر معقل إذا معقل راح البقيع مرجلا، فنفاه إلى البصرة، وكان فاضلا تقيا، وهو الذي روى حديث بروع بنت واشق، وكان ممن خلع يزيد بن معاوية مع أهل المدينة، وشهد يوم الحرة وقتل فيها على يد مسلم بن عقبة المرّي وكانت الحرة في شهر ذي الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة، وترجم له الطبراني ولم يسق له نسبا.

 

ويقال أبو الجراح، وقد اختلف في كنيته، فقيل أبو محمد، أو أبو عبد الرحمن، أو أبو زيد، أو أبو عيسى، وروى حديث بروع بنت واشق، وهو عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سُئل عن رجل تزوج امرأة، ولم يفرض لها صداقا، ولم يدخل بها حتى مات، قال ابن مسعود لها مثل مهر نسائها، لا وكس ولا شطط، وعليها العدة، ولها الميراث، فقام معقل بن سنان الأَشجعي فقال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت، ففرح ابن مسعود” وروى حديثه الإمام أحمد وأبي داود من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود، قال أخبرني عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها الحديث قال فقام رجل من أشجع، فقال قضى فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في بروع بنت واشق، قال هُلمّ شاهداك على هذا، قال فشهد أبو سنان والجراح، وهما رجلان من أشجع.

 

وروى عن معقل من أهل الكوفة علقمة، ومسروق، والشعبي، وروى عنه من غيرهم الحسن البصري، وطائفة من المدنيين، وقال ذلك ابن عبد البر، وابن منده، وأبا نعيم، وكان معقل ممن خلع يزيد بن معاوية مع أهل المدينة، فقتله مسلم بن عقبة المُرّي لما ظفر بأهل المدينة يوم الحرة صبرا، وممن قتل الحرة صبرا هم الفضل بن العباس بن ربيعة ابن ابن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أَبي طالب، وأبو بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وغيرهم، ولقب أهل المدينة مسلم بن عقبة بعد الحرة مُسرفا، لما أسرف في القتل، وكان معقل على المهاجرين، فمما قيل فيه ” ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها وأشجع تبكي معقل بن سنان” ويقال إن الذي باشر قتله نوفل بن مساحق بأمر مسلم بن عقبة، وقال ذلك ابن إسحاق.

 

وجاء في كتاب الطبقات الكبرى عنه انه شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي إلى يوم الحرة، وعن عبد الرحمن بن عثمان بن زياد الأشجعي عن أبيه، قال كان معقل بن سنان قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وحمل لواء قومه يوم الفتح وكان شابا طريا وبقي بعد ذلك، فبعثه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان على المدينة، ببيعة يزيد بن معاوية، فقدم الشام في وفد من أهل المدينة فاجتمع معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذي يُعرف بمسرف قال فقال معقل بن سنان لمسرف وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل بن سنان يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، فقال إني خرجت كرها ببيعة هذا الرجل، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه، رجل يشرب الخمر وينكح الحرم ثم نال منه فلم يترك، ثم قال لمسرف أحببت أن أضع ذلك عندك، فقال مسرف أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل.

 

ولكن لله عليّ عهد وميثاق ألا تمكني يداي منك ولي عليك مقدرة، إلا ضربت الذي فيه عيناك فلما قدم مسرف المدينة وأوقع بهم أيام الحرة، كان معقل يومئذ صاحب المهاجرين فأتي به مسرف مأسورا فقال له يا معقل بن سنان أعطشت؟ قال نعم، أصلح الله الأمير، فقال خوضوا له شربة بلوز، فخاضوها له فشرب فقال له أشربت ورويت؟ قال نعم، قال أما والله لا تستهني بها، يا مفرج قم فاضرب عنقه، قال ثم قال اجلس، ثم قال لنوفل بن مساحق قم فاضرب عنقه، قال فقام إليه فضرب عنقه ثم قال والله ما كنت لأدعك بعد كلام سمعته منك تطعن فيه على إمامك قال فقتله صبرا وكانت الحرة في شهر ذي الحجّة سنة ثلاث وستين من الهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى