مقال

حديث الصباح

جريدة الأضواء

حديث الصباح

 

أشرف عمر

 

مَفَاتِيحُ الرّزقِ بالعطف على الضعفاء

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

 

*{ هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ }.*

 

رَوَاهُ البخاري.

 

*شرح الحديث:*

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا رَحيمًا، ومُؤدِّبًا رَفيقًا، ومُربِّيًا حَليمًا، فكانَ إذا رَأى خَطَأً مِن أحدٍ مِن أصحابِه صَوَّبَه برِفقٍ، وأرشَدَه إلى الخَيرِ.

 

وفي هذا الحَديثِ يَروي مُصعَبُ بنُ سَعدٍ أنَّ سَعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه رَأى أنَّ له فَضلًا على مَن دُونَه مِنَ الضُّعَفاءِ؛ لِقُوَّتِه وشَجاعَتِه في الغَزَواتِ، فذَكَّرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بفَضلِ مَن هو دُونَه مِنَ الضُّعَفاءِ عليه، وأنَّ اللهَ يَرزُقُهم ويَنصُرُهم بسَبَبِ دُعائِهم، فإذا كان القَويُّ يَنصُرُ اللهُ به المُسلِمينَ بشَجاعَتِه وقُوَّتِه في مُحارَبةِ الأعداءِ؛ فإنَّه تعالَى يَنصُرُ المُسلِمينَ أيضًا بدُعاءِ ضُعَفائِهم وتَذَلُّلِهم للهِ تَعالى؛ وذلك أنَّ عِبادةَ الضُّعَفاءِ ودُعاءَهم أشَدُّ إخلاصًا، وأكثَرُ خُشوعًا؛ لِخَلاءِ قُلوبِهم مِنَ التَّعلُّقِ بزُخرُفِ الدُّنيا وزِينَتِها، وَصفاءِ ضَمائِرِهم، فكان هَمُّهُم واحِدًا، وقد أرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَولِ حَضَّ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه على التَّواضُعِ، ونَفْيَ الكِبْرِ والزَّهْوِ عن قُلوبِ المُؤمِنينَ؛ حتَّى لا يَحتقِرَ أحَدٌ أحَدًا مِنَ المُسلِمينَ.

 

صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى