مقال

الدكروري يكتب عن الإنسان وفتن الدنيا ” جزء 4″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان وفتن الدنيا ” جزء 4″

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

فعن الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه قال إن نبي الله صلى الله عليه و سلم أخذ حريرا فجعله في يمينه، وأخذ ذهبا فجعله في شماله، ثم قال إن هذين حرام على ذكور أمتى” رواه أبو داود، وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول” لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ” وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أيضا قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول في حلة الحرير” إنما هذه لباس من لا خلاق له ” رواه البخارى، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال رأى النبى صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فى يد رجل فنزعه وطرحه فى الأرض وقال ” يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده” رواه مسلم، فقيل للرجل بعدما ذهب النبى صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، بعه، قال لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرى الآن الخاتم.

 

والقلم، والساعة، وغيرها وكلها من ذهب وتعتبر هذه للرجل العصرى، وأما عن التختم بالفضة فقد أباحه النبى صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام البخارى عن ابن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق، و الورق هو الفضة، وكان في يده، ثم كان بعد في يد أبي بكر رضي الله عنه، ثم كان في يد عمر رضي الله عنه، ثم كان بعد في يد عثمان، ثم وقع بعد في بئر أريس، أما المعادن كالحديد فلم يرد نص صحيح في تحريمها، لكنه ورد في صحيح البخارى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذى أراد الزواج من امرأة وهبت نفسها له كما جاء عن سهل بن سعد الساعدى ” التمس ولو خاتما من حديد” رواه الشيخان وغيرهما ولكن قيل إذا كان هناك أمراض جلدية وعلاجها الحرير فلا مانع، لبس الحرير لعلة علاجية من مرض جلدى لا مانع من ذلك، قد يسأل أحدكم ما حكمة تحريم الذهب والحرير؟

 

فهناك أهداف كثيرة، وأحد هذه الأهداف أن هذا الدين العظيم دين القوة والجهاد، ولبس الحرير والذهب من قبل الرجال يضعضع مكانتهم القوية، فاقتربوا إلى النعومة، وإلى التخنث، وإلى الاسترخاء، وإلى التجمل، فالذهب والحرير يضعفان فى الرجل قوته وجهاده وعزيمته، أو كأنه بالذهب والحرير ينافس النساء، ويتقرب إليهن، ويتشبه بهن، وأيضا هذا من الإسراف والتبذير وكل إنسان يبالغ في الإنفاق بشكل يستهلك هذه المواد التي أكرمنا الله بها استهلاكا غير مرشد فهذا يحكم عليه بالسفاهة، ولقوله تعالى كما جاء فى سورة الإسراء “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا” ولقوله تعالى كما جاء فى سورة سبأ ” وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون” فإنه يوجد ثمانى آيات حصرا فى كتاب الله تعالى قرن الكفر بالترف، فإذا كان دخلك هكذا.

 

وحاجتك الأساسية هكذا، طعام وشراب ولباس وبيت ومركبة، وهناك فائض كبير، هذا الفائض يمكن أن تصل به في الجنة إلى أعلى عليين، لأما إذا استهلكته بأشياء تافهة لا تقدم ولا تؤخر في الحياة الدنيا، لو يعلم الغنى كم يرقى إلى الله بماله، وكم يحل آلاف المشكلات بماله، وكم يسعد بإنفاق ماله، لأخذ حاجته، وأنفق الباقى في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى يعده وعدا أكيدا أن يخلف عليه ما أنفقه، وهكذا فإن موضوع الإسراف والتبذير موضوع يجب أن يعالج معالجة دقيقة، ويجب أن نعتقد اعتقادا يقينيا بقوله تعالى فى سورة الإسراء ” إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا” إذن فالكفار كانوا إخوان الشياطين، وذلك لأن الله تعالى حرم التبذير ونهانا عن الإسراف، ويؤكد سبحانه وتعالى بأن المبذرين كفار، فلذلك ينفق الإنسان كما أمره الله حين قال فى سورة الأعراف ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”

 

وهذا فى كل شيء، فاسكن في بيت، وارتد الثياب، وتناول الطعام، وربى أولادك، وألبسهم، وأطعمهم، لكن بالمعقول، وبالاعتدال، من دون أن تفسدهم، من دون أن تجعلهم يتكبرون على الناس، فالإسراف يجب أن يعالج، فالإسراف في المباحات، والتبذير في المعاصي، فكما أن الله تعالى حرم التبذير فقد نهانا أيضا عن الإسراف، فيقولون غنى ولكن إذا كان معك أموال طائلة فهل يجب أن تستهلكها بأهداف خسيسة؟ فالمسلم وقاف عند كلام الله يحل ما أحلّ الله ويحرم ما حرم الله، وأما عن إباحة الذهب والحرير للنساء فيه حكمة بالغة، فهذان محرمان على الرجال، ومحللان للنساء، وأنه ليس هناك من حرج أن يصبغ الإنسان شعر رأسه إذا أراد تطبيقا للسنة، فإن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم سمح للرجل أن يغير لون شعره إذا علاه الشيب، وهذا مسموح، لكن إذا كان متقدما في السن كثيرا لا ينبغى أن يستعمل اللون الأسود، صبغ الشعر باللون الأسود يليق بأصحاب السن المعتدلة.

 

 

أما الذى تقدم في السن كثيرا فينبغى أن يصبغ شعره بِلون آخر، وإذا أبقاه على حاله فلا مانع، أى مسموح للرجل أن يغير لون شعر رأسه، لكن إذا خطب امرأة وكان يخضب شعره ينبغى أن يعلمها أنه يخضب وإلا غشها، فإن هذا من الأحكام الشرعية، فالنبى صلى الله عليه وسلم جيء له بوالد أبي بكر الصديق رضى الله عنه فلما وقف بين يدي النبى صلى الله عليه وسلم كان رأسه كأنه الثغامة بياضا، فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد” رواه مسلم” وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم” رواه البخارى ومسلم، إذن ليس هناك من حرج أن يصبغ الإنسان شعر رأسه إذا أراد تطبيقا للسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى