مقال

الدكروري يكتب عن السرقة فى الشريعة الإسلامية 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن السرقة فى الشريعة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إنه لا يشك مسلم ولا عاقل في جرم السرقة وتحريمها في شرائع الناس كلهم، مهما قل قدرها وخفيت سبيلها، نقودا أو منافع، منقولات أو عقارات، فقد حرّم الإسلام السرقة، وحذر من ضررها في الدنيا والآخرة، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أول الإسلام يبايع المسلمين رجالا ونساء على اجتنابها، فروى مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله عز وجل كما جاء في سورة الممتحنة” يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علي أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن” واعلم أيها السارق بأنك ستحاسب يوم القيامة، واسمع ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لعن الله السارق يسرق البيضه فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده” متفق عليه، واللعنة تعني الطرد من رحمة الله، فلك أن تتصوّر سرق بيضة فطرد من رحمة الله، وسرق حبلا فطرد من رحمة الله.

 

فلو كان إيمان هذا الإنسان كاملا في قلبه لما اجترأ على السرقة، لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن” رواه البخارى، ونفهم من قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؟ أن تتلمس الإيمان في قلبك الذي هو سر سعادتك في الدنيا والآخرة، وإن سُلب من قلبك الإيمان لا قدر الله فأي سعادة ترجوها، وخاصة أننا عرفنا من سيرة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما بايع أصحابه الكرام قال صلى الله عليه وسلم ” بايعوني علي أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا” رواه البخاري، فيا أيها السارق أتعرض نفسك ألا يقبل الله عز وجل منك صدقة؟ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، أتعرض نفسك لأن لا يقبل الله عز وجل منك صرفا ولا عدلا، لأن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، أتعرض نفسك لضياع أجر الصدقة التي بها يستظل الناس يوم القيامة في أرض المحشر.

 

وبالصدقة تطفئ غضب الرب، والصدقة تكون وقاية بينك وبين النار، وتصدقوا ولو بشق تمرة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما حذرنا من النار قال ” اتقوا النار ولو بشق تمرة” رواه البخاري، فيا أيها السارق أتعرض نفسك لا قدر الله أن توصف بوصف جاء منه الكفر والنفاق، ألا وهو وصف الكذب؟ هل رأيتم سارقا صادقا؟ السارق كاذب، ونتيجة الكذب رسمها النبي صلى الله عليه وسلم وبينها لنا بقوله صلى الله عليه وسلم ” وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار وما يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا” رواه مسلم، فيا أيها السارق أتعرض إيمانك للضياع من أجل دريهمات بسيطة، والدنيا كلها بما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن” ومن عرّض إيمانه للضياع فأي عمل سيكون مقبولا عند الله عز وجل؟

 

لأننا كلنا نعلم بأن العمل الصالح لن يُقبل إلا على أساس من الإيمان، فيا أيها السارق أتعرّض نفسك للإفلاس؟ وهذا ما سرق إلا خشية الإفلاس، ومن أجل الغنى، يا أيها السارق عندما تسرق وأنت تطمع بالغنى وتخشى الإفلاس، أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم ” أتدرون من المفلس”؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال “إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار” رواه مسلم، ولما كسفت الشمس على عهده صلى الله عليه وسلم، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام، والركوع والسجود، وجعل يبكي في سجوده وينفخ، فلما قضى قال “عُرضت علي الجنة حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها،

 

وعرضت علي النار فجعلت أنفخ خشيت أن يغشاكم حرها، ورأيت فيها أخا بني دعدع سارق الحجيج، كان يسرق الحاج بمحجنه،” وهو رجل كان يحمل عصا معقوفة يعلق به متاع الحجيج في الطواف ” فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به” ويغلظ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سرقة الجار فعن المقداد بن الأسود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” ما تقولون في الزنا ؟ ” قالوا حرام حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ” وقال فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما تقولون في السرقة ؟ ” قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام، قال ” لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره” رواه أحمد، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويخبر بأحوال آخر الزمان حيث يقول صلى الله عليه وسلم ” يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام ” ويقول صلى الله عليه وسلم ” لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى