مقال

الدكروري يكتب عن المرأة ومخالب الذئاب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المرأة ومخالب الذئاب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن التقوى هي سبيل النجاة من النار، وكما هي طريق المتقين إلى جنات النعيم، فإن الوقوع في الزلل خطأ ظاهر، والعود عنه نصر باهر، ألا فاعلموا أن التوبة من الخطأ والزلل الملام والرجوع عنه بشجاعة وإقدام، لهو المحمدة الحقة، والشجاعة المتمكنة والنجاة من المغبة، فإذا أيقنتم بذلك، فهناك أخطاء ومغالطات، ومصائب مدلهمات وسراديب مظلمات رتع فيها أناس أضاعوا الإحساس شعروا أم لم يشعروا، فوقع الظلم والعدوان والجور والاستهجان على المرأة من بني الإنسان، ولقد أصبحت قضية تحرير المرأة من كل القيود وخروجها من بيتها واختلاطها بالرجال الغرباء وسكنها بمفردها وانسلاخها من محرمها وخروجها إلى النوادي والسهرات وإرتيادها المقاهي والحانات والخمارات هي الشغل الشاغل للقنوات الفضائية المنحرفة والمواقع المخله الهدامة، وكلمات الصحف المنجرفة، ودعاة التبرج والسفور، ومؤيدو الاختلاط والفجور.

 

تسطرها مخالبهم وتلوكها ألسنتهم وتخطها أيديهم، يطبلون لذلك تارة ويصفقون تارة أخرى، فسبحان الله العظيم كيف تكلموا وكتبوا في قضية حسمها القرآن العظيم وسنة المصطفى الكريم، وكيف تجرؤوا في أن يستدركوا على الله في أمره ونهيه، وفي حله وتحريمه والله جل جلاله يأمر نساء الأمة بالحجاب والحياء والجلباب والعفاف والقرار، ويحذرها من مغبة الرذيلة والفرار، ثم تأتي شرذمة من الناس، ليخالفوا أوامر شديد البأس، فكيف يهرفون ويهذون بما لا يعرفون مطالبين بتحرر المرأة من إسلامها وإبعادها عن دينها وأي عاقل ذو همة وفكر، يتبع الخديعة والمكر ويصدق كل ما يبث ويذاع وينشر ويشاع لهو مخطط كبير متين خطط له أعداء الملة والدين على مدى حقبة من الزمن البعيد، ولقد أطلق أناس حمم ألسنتهم وقذائف أقلامهم مطالبين بتحرير المرأة، وفك قيود الدين عنها لإرضاء رغباتهم وشهواتهم وأهوائهم ونزواتهم فأي مسلم يؤمن بالله ربا.

 

وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ثم ينساق وراء تلكم الأراجيف والخرافات والأحلام والترهات ويرضى بأن تخرج من البيت زوجته، أو تختلط بالرجال ابنته فأفيقوا أمة الإسلام أفيقوا، فإنه مخطط لاح وانتشر وفاح، فخذوا حذركم، فماذا يحدث لو فعلت المرأة ما يطلبه منها الكفار والمتعجرفون فإنه لو فعلت ما يطلبونه منها لوقعنا في قضايا وفتن ومشاكل ومحن ليس لها من دون الله كاشفة ولا مُخرج منها إلا العودة إلى حياض الدين والتمسك بالشرع المتين واتباع سيد المرسلين ألا فاعلموا أيها الناس أن خروج المرأة وما يتبعه من تبرج واختلاط وعبث واختباط جر علينا الويلات والنكبات والنقمات وجلب لنا المشاكل وحل بنا القلاقل، ألا وإن المتأمل في واقع الأمم والشعوب التي تركت أمر علام الغيوب فأخرجوا المرأة من بيتها وخلعوا حجابها وهو رمز عفتها وكرامتها لاقت آلاما مفجعة وجراحا موجعة وليس ذلك بغريب ولا عجيب.

 

فلماذا يريدون الغرب خروج المرأة ؟ ولماذا يدعون إلى مساواة المرأة بالرجل ؟ والله تعالى يقول ” وليس الذكر كالأنثي” ويقول سبحانه ” للذكر مثل حظ الأنثيين” ويقول عز من قائل ” الرجال قوامون علي النساء” وأقام شهادة الرجل بشهادة امرأتين، فحكموا شرع الله وتمسكوا بسنة نبيكم وحبيبكم محمد بن عبد الله، ففي ذلكم الفوز والفلاح والتقدم والرقي والنجاح، فالله الله أيها المسلمون في التصدي لأولئك الرويبضة دعاة السفور، وهتاك الستور، فيا أيتها الأخوات المسلمات اتقين الله تعالى وأطعن، ومن بيوتكن لا تخرجن حتى لا تفتن أو تفتن، فالنصيحة من الله لكن مبذولة والمرأة عن تقصيرها مسؤولة، فالله المعين والمساعد على ما نرى ونشاهد في الأسواق والمنتزهات والملاهي وما أحدث من نوادي ومقاهي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى “رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي.

 

فاتقوا الله أيها الأولياء والأزواج ، فالمسؤولية على عواتقكم ملقاة وكل منكم مسؤول أمام خالقه يوم يلقاه ، وجاء القرآن الكريم من رب العرش العظيم مبينا حقوق المرأة وأنها الأم والبنت والخالة والجدة والعمة والأخت والزوجة وحث على معاشرتها بالمعروف ومعاملتها بالحسنى، فقال تعالى “وعاشرهن بالمعروف ” وحذر من ظلمهن أو التعدى عليهن فمن فعل ذلك فالله له بالمرصاد ومن دعته قوته وسطوته وجبروته وغطرسته على ظلم زوجته فليتذكر قدرة الله عليه، فالله هو الولي وهو النصير، وقال صلى الله عليه وسلم ” استوصوا بالنساء خيرا ” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم ” أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ” رواه الترمذي، ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج بالزوجة الولود، وذلك بأن تكون من نساء يعرفن بكثرة الأولاد، فقال صلى الله عليه وسلم ” تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ” رواه النسائي.

 

وأيضا فقد جاء الحث على الزواج لما فيه من المنافع الجمة الكثيرة ومنها بقاء النسل البشري وتكثير عدد المسلمين وإغاظة الكفار بإنجاب المجاهدين في سبيل الله والمدافعين عن دينه، وإعفاف الفرج وإحصانه وصيانته من الاستمتاع المحرم الذي يفسد المجتمعات ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج وأوجد طرقا أخرى لمن لم يستطع فقال عليه الصلاة والسلام ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ” رواه البخاري ومسلم، وكذلك القيام على المرأة بالرعاية والإنفاق فالمرأة قد تكون أرملة أو يتيمة لا مال لها فهي بحاجة لمن ينفق عليها فلذلك كان النكاح وسيلة لذلك وهدفا ساميا له حيث قال الله تعالى في سورة النساء “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم” وكذلك حماية للمجتمعات من الوقوع في الفواحش.

 

التي تهدم الأخلاق وتقضي على الفضيلة وأعظم ذلك الزنا فالزواج درع متين من الوقوع في هذه الفواحش والرذائل التي نهدم البيوت وتهتك الأستار وتضيع الأمم والأفراد، وكذلك حفظ الأنساب بالزواج الشرعي وفق الكتاب والسنة تحفظ الأنساب ويُعرف الأب والأم وكذلك الأبناء وأين انتماؤهم ومن آباؤهم، فأوصيكم بتقوى الله والخوف منه سبحانه، فتقواه قائد إلى الجنان وخشيته دليل الإحسان فتوبوا إلى الله الواحد الديان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى