مقال

رفقا أيها الزمان فأهل الغدر قد ملؤوا المكان

جريدة الاضواء

رفقا أيها الزمان

فأهل الغدر قد ملؤوا المكان

 

بقلم/السيد شحاتة

 

الغدر بصفة عامة يعتبر من الصفات السيئة لدي البشر بل هو من أصعب الصفات التي من الممكن أن يقابلها الإنسان في حياته

 

والغدر والخيانة من الصفات المذمومة وصفة تدل على خسة النفس وحقارتها وهو خصلة من خصال المنافقين فالغادر مذموم في الدنيا وسيفضحة الله علي رؤوس الأشهاد يوم القيامة

 

فرب الأرض والسماء يغار حينما يري العبد أكل نعمته ثم غدر فاستخدمها في معصيته

 

والغدر أنواع متعددة ليس ثابتا علي نوع وموضع محدد فهناك غدر الأصحاب وأيضا غدر الزمان بالإضافة إلي غدر الأخ أو الزوجة أو غيرهما

 

ولكن سنلقي الضوء علي غدر الأصدقاء وهنا تكون الضربة الحاسمة والتي لا يمكن أن تغتفر لأنها تترك في قلب كل مغدور ألما شديدا

 

لماذا حيث نظن أن الصديق هو من نحتاجه وقت الشدة ولكننا نكتشف أنه سبب الضيق والألم فتصبح الأيام صعبة وقد يجعلنا نترك الدنيا ونبحث عن مكان آمن لايوجد فيه غيرنا حتي نسترد فيه راحتنا

 

فما أصعب الحياة عندما تكون قسوتها من أقرب الناس إليك فتكون مؤلمة حتي الموت خاصة عندما تكون الطعنة في الظهر قاسية عندما تكون الجراح علي يد من يملك الدواء

 

فكم نعيش في زمن قاس زمن لامكان للكلمة الطيبة فأصبحنا نعيب علي الزمان وهو برئ من ذلك فالعيب فينا نحن

 

حيث لانجد بعد ذلك من غدر الإخوة والأصدقاء موضعا لكلام وأصبحت الحياة والزمان ساقطين من حساباتنا ولكن مهما طال الظلام من غدر وخيانة فسوف يأتي اليوم الذي ينتهي فيه ولكن بعد أن يترك ندوبا في القلب لايمكن الشفاء منها

 

فالغدر لايغسله دمع ولايشفع له ندم حيث تم الجرح من قلوب لاتوجد بها حياة

 

وبالرغم من التحديات الكبيرة التي يتعرض لها كلا منا في حياتنا اليومية ولكن قلما نجد من يخرج من تلك التحديات بقلب قوي يواجه به صعوبات الحياة التي نقابلها وقليل منا من يستطيع تجاوزها

 

فالخيانة تفقدك في غياب أحد خصوصا خيانة وغدر الصديق فهي من أقوي الأزمات التي يتعرض لها الإنسان حينما تأتي الضربة من مصدر ثقه عندما تأتي الطعنه ممن اعتقدت أنه مؤنس وحدتك ومكمل معك دربك ممن كنت تعتبره السند في الكرب والمستشار وقت الاستشارة

 

فنحن في زمن قلما نجد فيه الصادق الذي لا يخون فقد كثر الخونة في زماننا فأصبح قاسيا وأشد إيلاما خاصة عندما تبحث عن مشاعرك وأحلامك فلاتجدها وتكتشف أن السارق من أقرب الناس الحقيرة هنا لابد لنا من وقفة الا ندع الحزن رفيقنا بل نحاول ترميم قلوبنا ونكتشف الحياة بأنفسنا نحن ولنتعلم أنه لايصون نفسك الا نفسك فكل البشر خائنون الا من رحم ربي

 

فالحياة كلها دروس وأفضلها ما مررت به وتعلمت منه من مرارة الخيانة فهناك درس نتعلمه في حياتنا والتي يخرج منه أصحاب الضمير الحي مجروحين

 

ولكن نقول أننا نحن من نسئ لأنفسنا عندما نرتمي بكل ثقلنا علي من لايستطيع ولايقوي علي حملنا

 

نسئ لأنفسنا عندما نقضي كل الوقت في إنتظار من لايهتم بامرنا ولايشغل تفكيره بنا فتذكر دائما أنك من تصنع كل شئ منتهي كل شئ يبني ثم يهدم مانبنيه

 

ولنبقي علي ابتسامتنا فهي احتقار لكل من أساء وغدر بنا ولنعلم جميعا أن الزمان لايثبت علي حال فقال المولي عز وجل (وتلك الأيام نداولها بين الناس)

فتارة فقر وتارة غني واخري عز وتارة ذل وتارة يفرح الموالي واخري تشمت الاعادي والعاقل من يتقي الله وهو راض لقضائه

 

وأخيرا فالقرآن الكريم فيه من الآيات الكريمة والتي تكلمت عن الغدر والخيانه فقال تعالي (إن الله لا يحب من كان خوانا اثيما)

وكذلك (ياايها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)

وأخيرا(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)

سبحانك ربي ما اعظمك اللهم احفظنا بحفظك من كل غادر خوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى