مقال

الدكروري يكتب عن إستغلال حاجة الناس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إستغلال حاجة الناس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من صور الأذى هو استغلال حاجة الناس وفقرهم، والتحايل على الربا الذى غطى بسحابته السوداء بلاد المسلمين، وضرب بأطنابه في تعاملاتهم ظلما وعدوانا حتى دخل على من لا يريده في عقر داره ولو أن يصله غباره، بتجار التقسيط، حتى تكاثرت الديون وتضاعف العوز، مع قلة استفادة المدين وانعدام بركة المال، وإن على أصحاب المال والاقتصاد أن يتقوا الله فيما بين أيديهم فغدا والله سوف يسألون، وإن من جوانب الإيذاء العام في مجال المال والاقتصاد، والذي يمارسه بعض التجار وأصحاب المصالح من الاحتكار ورفع الأسعار، والتضييق على المسلمين في أرزاقهم ومعاشهم، حتى أعمى الجشع بصائرهم، وخدّر الطمع مشاعرهم، وإن التجارة باب كريم للرزق، لكن ذلك لا يعني الاتكاء على الضعيف لاستنزاف آخر قطرة من دمه.

 

وأسوأ من ذلك استدراجه بالديون، وتحميله ما لا يحتمل، وإن إيذاء المسلم ومكايدته وإلحاق الشر به واتهامه بالباطل ورميه بالزور والبهتان، وتحقيره وتصغيره وتعييره وتنقصه وثنم عرضه وغيبته وسبه وشتمه وطعنه ولعنه وتهديده وترويعه، وابتزازه وتتبع عورته ونشر هفوته وإرادة إسقاطه، وفضيحته وتكفيره وتبديعه وتفسيقه، وقتاله وحمل السلاح عليه وسلبه ونهبه وسرقته وغشه وخداعه والمكر به، ومماطلته في حقه وإيصال الأذى إليه بأي وجه أو طريق ظلم وجرم وعدوان، لا يفعله إلا دنيء مهين لئيم وضيع ذميم، قد شحن جوفه بالضغناء والبغضاء، وأفعم صدره بالكراهية والعداء فتنفش للمجابهة وتشمر للمشاحنة، فينصب الشرك ويبري سهام الحتف، دأبه أن يحزن أخاه ويؤذيه وهمه أن يهلكه ويرديه، وكفى بذلك إثما وحوبا وفسوقا، فعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال.

 

صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال ” يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله، قال ونظر ابن عمر رضى الله عنهما يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال ” ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك ” رواه الترمذى، وعن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من رمى مسلم بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال ” رواه أبو داود، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان ” رواه الطبرانى، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.

 

” قال رجل يارسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال هي في النار، قال يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وصدقتها وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال هي في الجنة ” رواه أحمد، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” رواه مسلم، وعن أبي سعيد الخدرى رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا يا رسول الله، مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا وما حقه ؟ قال غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ” متفق عليه.

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لا يتناج اثنان دون واحد فإن ذلك يؤذي المؤمن، والله عز وجل يكره أذى المؤمن ” رواه الترمذى، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ” رواه مسلم، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” من دعا رجلا بالكفر، أو قال عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه ” رواه مسلم، فيا أيها المؤذى المعتدى العيّاب المغتاب، يامن ديدنه الهمز واللمز والنبز والغمز والتجسس والتحسس والتلصص، كفّ أذاك عن المسلمين واشتغل بعيبك عن عيوب الآخرين، وتذكر يوما تقف فيه بين يدي رب العالمين، ويقول يحيى بن معاذ ” ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه ” وقال رجل لعمر بن عبد العزيز.

 

” اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه ؟ وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يارسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال ” الإيمان بالله والجهاد في سبيله، قال قلت أي الرقاب أفضل ؟ قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا، قال، قلت فإن لم أفعل، قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق، قال قلت يارسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك ” متفق عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى