مقال

الدكروري يكتب عن الجانب الحقوقي للأفراد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الجانب الحقوقي للأفراد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد اهتم الإسلام بالجانب الحقوقي للأفراد، وجعل ذلك من مقومات العلاقات الإنسانية الصحيحة، وجعل استقرار المجتمعات منوطا بهذا الجانب، فرعاية الحقوق في الإسلام تعني تنظيم الإسلام لحقوق الأفراد وتعريفهم بها، وتقديره واهتمامه ورعايته لها، وإيجاد السبل المناسبة لحصولهم عليها، ولرعاية الحقوق في الإسلام مظاهر وأشكال، ويترتب عليها، نتائج وآثار تنعكس على الفرد والمجتمع والأمة بشكل عام، فمن صور احترام المجتمع عدم إيذاء شعور الآخرين، ومن ذلك أيضا عدم الغيبة، والبهتان، فالغيبة أن تقول ما فيه دون علمه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفك أن تقول ما بلغك، وكذلك البعد عن النميمة وهي نقل الحديث من جماعة إلى أخرى على وجه الإفساد والشر، لذلك تعد النميمة محرمة، وهي من كبائر الذنوب، وتكمن الحكمة من تحريم النميمة، في تجنب كافة ما تجره من عداوة وبغضاء بين الناس، والتي قد تصل إلى إزهاق الأرواح.

 

وعدم التكبر على الآخرين، أو احتقارهم، وإن من حقوق المسلم على المسلم رد تحية السلام عليه، والرد على تحيته، وإجابة دعوته، وأيضا زيارته إذا مرض، والمشي في جنازته إذا مات، وتشميته إذا عطس فحمد الله، ونصيحته إذا طلب النصح، وإبرار قسمه إذا أقسم عليك، ونصره إذا ظلم، وكنت قادرا على ذلك، فيجب علينا احترام الاخرين ويجب احترام حريتهم ايض واحترام آرآئهم فلكل شخص له حريته باتخاذ قراراته ويجب احترام الاشخاص بل تشجيعهم على طرح ارآئهم وابداء الرأي بها فالحريه نوع من الديمقراطيه وهي ايضا نوع من ان يبدي الشخص او الانسان مقترحاته حول شي ما او ان يعطي رأئيه ويطرح افكاره حول موضوع ما فيجب الاحترام والتقدير، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات ؟ ” قالوا بلى يا رسول الله.

 

قال ” إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ” رواه مسلم، فهنيئا لعمار المساجد الذين يطيلون البقاء فيها لذكر الله تعالى، وأداء الفرائض والنوافل، وتلاوة القرآن الكريم، ومُدارسة العلوم الشرعية والتفقه في أمور الدين والدنيا وحضور حلقات الدرس ومجالس العلم، فيا عباد الله الراكعين الساجدين العاكفين احذروا من كيد أعداء الله وأعداء الإسلام الذين هم أعداء المساجد ومن فيها من الركع السجود، ولا تنسوا أن الله تعالى قد حذرنا منهم وسجل لنا التاريخ أنهم لا يتوانون عن الكيد للإسلام والمسلمين، ومحاولة الصد عن دين الله بكل الوسائل المتاحة لهم، وخير مثال على ذلك الكيد الخبيث زعمهم أن المساجد ليست سوى دور للعبادة ، ومكان لأداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم قبيل أداء الفريضة فقط، وأنها أصبحت غير مناسبة لتقديم الوظائف التي كانت تقوم بها في زمن النبوة.

 

وعهد السلف الصالح، فإن هذه دعوى باطلة، وفرية عظيمة لا أساس لها من الصحة وعلينا جميعا أن نعيد للمسجد رسالته السامية ودوره العظيم في بناء شخصية الإنسان المسلم وتربيته التربية الإسلامية المثالية الصالحة لكل زمان ومكان، فيا من تجيبون دعوة الله تعالى إياكم واصطحاب الأطفال الصغار الذين هم دون سن التمييز إلى بيوت الله لما في ذلك من إزعاج للمصلين وقطع لخشوع الخاشعين بالمرور بين أيديهم والإخلال بتنظيم صفوفهم، وليس هذا فحسب بل ربما وصل الأمر ببعض الأطفال إلى تلويث المسجد في بعض الأحيان، أما أولئك الأطفال الذين يُرجى من اصطحابهم، تدريبهم على ارتياد المساجد وتعويدهم أداء الصلاة، وغرس حب المساجد في نفوسهم فلا بأس إن شاء الله تعالى من اصطحابهم مع مراعاة عدم الغفلة عنهم، ومحاولة التحكم في تصرفاتهم، وحثهم على احترام هذه المساجد والالتزام بآدابها والتحلي بأخلاقها.

 

ويا من تحبون بيوت الله تعالى وتحترمونها لا تنسوا أن من علامات احترام هذه البيوت المحافظة على المظهر الحسن عند ارتيادها والدخول إليها عملاً بقوله تعالى فى سورة الأعراف ” يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” ومعنى ذلك أن يلبس المصلي لباسا لائقا بالمساجد من حيث النظافة والستر والأناقة والهندام، والحشمة والوقار، و الحذر الحذر من ارتيادها بملابس غير لائقة كأن يأتي الإنسان إلى المسجد بثياب النوم أو بملابس العمل المتسخة أو التي تفوح منها الروائح المؤذية أو نحوها، لأن في ذلك عدم احترام لقدسية هذا المكان، ثم لأنها قد تؤذي برائحتها من في المسجد من الملائكة والمصلين، ويقول صلى الله عليه وسلم ” من أكل من هذه الشجرة المُنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الأنس ” رواه مسلم، ويا من أديتم الفريضة في المساجد، إياكم والتفريط في الأذكار التي حثت السنة النبوية على الإتيان بها بعد أداء الفريضة.

 

ولا يستعجل أحدكم في مغادرة المسجد حتى يذكر الله تعالى بما ثبت وصح عن معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم، من أذكار جامعة مانعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من سبّح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال ” إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وقال ابن عباس ” كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته ” رواه البخاري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى