سلاما للقلوب الطيبة
بقلم/السيد شحاتة
هذا النوع من الناس ذوي القلب النقي يعد قيمة إنسانية كبيرة نخشى أن نفتقده يوما ما فنحن نحتاج إليه باستمرار لأننا نستمد منه الصدق والطيبة التي لوثناها بسبب الحقد الذي انتشر في قلوب الكثيرين
لذلك فهناك الكثير من الأسباب التي تدفعنا إلى إعلان استسلامنا أمام صفاء قلوبهم ونقائهم والذي مازال يمتلك القوة لمقاومة الشوائب التي تسللت إلي أعماق قلوبنا بهدف القضاء علي نقائنا وتجريدنا من إنسانيتنا
ومن الجدير بالذكر بأن الدافع الحقيقي وراء انجذابنا إليهم هو تعاملهم ببساطة مع كل من حولهم فالناس سئمت كثيرا من التعامل مع القلوب المريضة التي اختارت طريق الحسد والحقد
فسلاماً على تلك القلوب الثابتة على المحبة لاتغيرها ظروف الدهر ولامرور الزمن..
وسلاماً على القلوب الطيبة والأرواح الطاهرة التي لاترى إلا الجمال
سلاماً على من غرسوا ورداً في أرواحنا ورحلوا دون رعايتها وسلاماً على قبور شيدت بداخلنا تلك التي تحوي أجمل الأشخاص والأشياء
سلاماً على من أبعد نفسه بنفسه ومن أبعدته الحياة رغماً عنه
سلاماً على من اختطفهم الموت من بيننا سلام على قبورهم ورحمة من رب العالمين
سلاما لتلك القلوب المطمئنة الوفية العامرة بالحب والسلام والخير فهي قلوب دافئة لا تصدأ ولا تشيب ولا تهرم وتبقى حية نابضة لها ذكراها الخالدة بين الناس سواء أكانت موجودة أو غائبة
إنها قلوب إيجابية تنشر الفرح أينما كانت واعتادت السكينة في التعامل مع نفسها والإحساس بالآخرين والاندماج في أجوائهم بلطافة وبساطة
أصحاب القلوب الصافية الدافئة يتميزون بأن ظاهرهم يطابق باطنهم فهو أبيض ممزوج بلون الزهور وملامحهم شفافة وأهدافهم واضحة ولا يمكن الوصول إلى أعماقهم واكتشاف ما في دواخلهم بسهولة على الرغم من شفافيتهم
ومن أجمل صفاتهم أنهم يكسبون القلوب برقة تعاملهم وأخلاقهم وحنان قلوبهم ودائماً خزائن أخلاقهم تظهر في المواقف والأزمات
والرابح هو من يكتشفهم ويحظى برفقتهم
إن القلوب الصافية هي قلوب عفيفة ترتقي إلى أعلى مراتب الاكتفاء أصحابها أغنياء النفس فلا تراهم يشتكون الحال أو يشعرون بالنقص أو يبحثون عما في أيادي الآخرين هروباً من تبعات الأنا الداخلية واستبداد الأنانية
