مقال

الدكروري يكتب عن الرسول يسأل وجبريل يجيب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الرسول يسأل وجبريل يجيب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد سأل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم جبرائيل هل انت تضحك ؟ قال له نعم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم متى ؟ قال عندما يخلق الانسان ومن اول مايولد الى ان يموت وهو يبحث عن شي وهو لم يخلق في الدنيا تعجب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ماهو الشي الذي يبحث عنه الانسان ولم يخلق في الدنيا ؟ فقال جبرائيل الراحه فان الله لم يخلق الراحه في الدنيا بل خلقها في الاخره فالانسان يبحث دائما عن الراحه فالطفل يقول متى اكبر والشاب يقول ليتني اعود طفلا والشايب يقول ليت الشباب يعود يوما والمتزوجه تقول ليتني اعود عزباء والعزباء تقول ليتني اتزوج والذي لم ينجب اطفال يقول ليتني عندي طفل واحد والذي انجب اطفال يتضجر ويقول ليتني لم انجب اطفال والذي تزوج امرأه واحده يريد ان يتزوج الاخرى.

 

والكل يجرى بحثا عن الراحه وكلا يبحث عن الراحه ولكن لاوجود للراحه في هذه الدنيا فيجب ان نقنع بما كتبه الله لنا ونشكره على ذلك، ونعلم ان راحتنا في عبادته وطاعته سبحانه لكي نرتاح في الآخره فإبكي على نَفسك، وهناك بعض الكربات قد تحمل في طياتهآ كرامآت ، فلا تيأسوا إن طال البلاء فقيل أن نبي الله موسى عليه السلام لما دفن اخاه هارون عليه السلام ذكر مفارقته له وظلمة القبر، فادركته الشفقة فبكى، فأوحى الله تعالى إليه ياموسى لو اذنت لأهل القبور أن يخبروك بلطفي بهم لاخبروك، ياموسى لم انسهم على ظاهر الارض احياء مرزوقين، افأنساهم في باطن الارض مقبورين، ياموسى اذا مات العبد لم انظر الى كثرة معاصيه ولكن انظر إلى قلة حيلته، وقال سبحانه وتعالى فى حديثه القدسى.

 

” يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكأ عن يمينك ومتكأ عن يسارك” وقال سبحانه وتعالى فى حديثه القدسى ” يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك، وغشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم وجعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام، وجعلت لك متكأ عن يمينك ومتكأ عن يسارك، فأما الذي عن يمينك فالكبد، وأما الذي عن يسارك فالطحال، وعلمتك القيام والقعود في بطن أمك، فهل يقدر على ذلك غيري ؟ فلما أن تمّت مدتك وكملت خلقتك، أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك فأخرجك على ريشة من جناحه، ليس لك سن تقطع، ولايد تبطش، ولا قدم تسعى، فبعثت لك عرقين رقيقين في صدر أمك.

 

يجريان لبنا خالصا حارا في الشتاء وباردا في الصيف وألقيت محبتك في قلب أبويك، فلا يشبعان حتى تشبع، ولايرقدان حتى ترقد، فلما قوي ظهرك” واشتد عضدك بارزتني بالمعاصي في خلواتك، ولم تستحي مني، ومع هذا، إن دعوتني أجبتك، وإن سألتني أعطيتك، وإن تبت إليّ قبلتك” وكذلك فإن الصلاة والزكاة والصيام مسئولية وأمانه والعبادات والمعاملات مسؤولية وامانة والحفاظ علي الاسرة مسئولية وأمانه والحفاظ علي الزوجة والأبناء والمعاملة الحسني للوالدين مسئولية وأمانه والمحافظة علي البلاد مسئولية وأمانه وإتقان الأعمال والقيام بالواجبات الوظيفية مسؤولية، وتقلد المناصب والمراكز الهامة مسؤولية وأمانه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” رواه البخاري، ومن أعظم المسئوليات، هو تحمل الأمانة فتحمل الأمانة والمسئولية أمر ليس بالهين اللين كما يعتقده الكثيرون، ولخطورة التفريط في الأمانة أبت السماوات والأرض والجبال حملها، فعن الحسن أنه تلا هذه الآية ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال” فقال عرضها اللع عز وجل على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم، فقيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جُزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد، التي شدت بالأوتاد.

 

وذللت بالمهاد، فقيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، ثم عرضها على الجبال الشوامخ الصعاب الصلاب، قيل لها هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت وما فيها؟ قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت لا، فقال لآدم إني قد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال يا رب، وما فيها؟ قال إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، فأخذها آدم فتحملها، فذلك قوله تعالي ” وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” أي ظلم نفسه بحمله إياها، جاهلا حق الله فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى