مقال

الدكروري يكتب عن آداب الصداقة في الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن آداب الصداقة في الإسلام

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن المسلم ينبغي أن يكون منظما مرتبا في حياته فما أجمل ذلك اليوم الذي يسود فيه احترام الأنظمة كل مرافق حياتنا في البيوت والشوارع والميادين والحدائق، في الدوائر والمدارس، في القضاء والمحاكم، في الوزارات والإدارات وسائر المؤسسات، وعند الحاكم والمحكوم، إن هذا اليوم حين يطل بوجهه الجميل علينا، ستزدهر به أمتنا ويتبدل حالنا، وإن من آداب الصداقة في الإسلام هو احترام الصديق لزوجة صديقه، فإن كثيرا من المسلمين ابتلوا بما شاع عند غير المسلمين، من أن الرجل إذا زاره صديقه أدخله على زوجته وبناته وأجلسه بينهن، ظنا منه أن هذا لا حرج فيه ولا شيء عليه، وهو مدخل كبير من مداخل الشيطان، بل إنه كان السبب في كثير من الحالات التي خربت فيها الأسر وتشرد بسببها الأبناء فكثيرا ما أعجب الصديق بزوجة صديقه وانتابه جمالها.

 

فحرص على الالتقاء بها والسعي على تطليقها من صديقه وتزوجها، بل في بعض المرات الزنى بها والعياذ بالله، لذلك كان من الواجب والأولى أن يحرص الإنسان على الآداب الإسلامية في هذا الباب، فإن الصحابة كانوا يدخلون على رسول الله فلا ينظرون إلى زوجاته ولا يجالسونهن، وما وصف أحدهم زوجة من زوجات رسول الله صلي الله عليه وسلم ذلك الوصف الدقيق الذي يدل على الرؤية المباشرة لهن، بل إنه لما توفى رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان بعض الصحابة يدخل على أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ليتعلم منها أو ليسألها عن أحوال النبي صلي الله عليه وسلم كان يفصل بينه وبينها حجاب، حيث قال الله تعالى “وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن” وقد روي أن بعض الصحابة رأوا النبي صلي الله عليه وسلم.

 

وقد وقف مع أحد زوجاته فأسرعوا في المشي حتى لا يحرجوه بذلك رضي الله عنهم، لذلك إذا دخل الصديق على صديقه فلا يجلس مع زوجته ولا يمدّن إليها بصره احتراما لها وإعلاء لمكانتها، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن ثوبان قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم “لا يحل لامرئ أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن فإن فعل فقد دخل” وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه “من ملأ عينه من قاعة البيت قبل أن يؤذن له فقد فسق” وهذا في النظر إلى داخل البيت وساحته فما بالك بمد النظر للمرأة والأهل، ولقد تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات بعدد من السمات جعلته بحق مجتمعا فريدا لم تعرف البشرية مجتمعا مثله جمع في ثناياه هذه السمات الحميدة، ليكون أنموذجا يرتجى، ومثالا يحتذى عند العقلاء من بني البشر.

 

فهو مجتمع موحد وهذه أعظم خاصية أختص بها المجتمع الإسلامي أن مبناه على توحيد الله عز وجل ملتزما بشرعه في كل تصرفاته، معتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبِّر للأمور، المستحق للعبادة والخضوع والخشوع، وإن المجتمع الإسلامى، هو مجتمع متراحم، حيث لم يعرف التاريخ مجتعما متراحما كالمجتمع الإسلامي ولم لا؟ فالذي وضع قواعده هو رب الأرض والسماء، فقد شرع الله عز وجل لعباده ما يتناسب مع أحوالهم فأمرهم بالتراحم والتعاطف فيما بينهم لكي تستقيم حياتهم، وحذرهم من الظلم وحرمه عليهم كما فى الحديث القدسي، فعن أبى ذر الغفارى رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة سبحانه وتعالى أنه قال ” يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ”

 

وهكذا فقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى فإن التقوى هي سلم الرضوان، والطريق لبحبوحة الجنان، وقد قال ذلكم ربكم في محكم آيات البيان فى سورة مريم ” تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا ” ويعرف المجتمع بأنه نسيج اجتماعي من صنع الإنسان، ويتكون من مجموعة من النظم والقوانين التي تحدد المعايير الاجتماعية التي تترتب على أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يعتمد المجتمع على أفراده ليبقى متماسكا، فمن دون الأفراد تنهار المجتمعات وتنعدم، ويتأثر الفرد بالمجتمع كما يتأثر المجتمع بالفرد، فعلى سبيل المثال إذا كان المجتمع يعاني من تفشي ظاهرة البطالة، وارتفاع مستوى الجريمة، واكتظاظ الطلبة في المدارس، فسوف يتأثر أفراد هذا المجتمع سلبا نتيجة لهذه العوامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى