مقال

الدكروري يكتب عن أخوة الإسلام ومودته

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أخوة الإسلام ومودته

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المجتمع كله في العمل فقال صلي الله عليه وسلم “ما بعث الله نبيّا إلا رعى الغنم” فقال أصحابه وأنت يا رسول الله؟ فقال “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة” وفي بناء المسجد النبوي الشريف تتجلى قيمة العمل في الإسلام حيث يقوم رأس الدولة النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل في البناء وبذل الجهد بيده وحمل الحجارة على كتفه الشريف، وكذلك في غزوة الأحزاب كان يمسك المعول بيده الشريفة ويفتت به الحجارة الصماء في شق الخندق، وكان الصحابة الكرام يرون الغبار على جلدة بطنه الشريف صلى الله عليه وسلم، وكما كان في بيته المبارك حيث تنزلات الملائكة وأنوار العبادة تتجلى قيمة العمل في الإسلام فقد روى عروة ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما أنه سأل خالته ام المؤمنين.

 

السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها بقوله ” قلت لعائشة يا أم المؤمنين أي شيء كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت ما يفعل أحدكم في مهنة أهله يخصف نعلَه ويخيط ثوبه ويرقَع دلوه” وعن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن أصحاب الصفة كانوا ناسا فقراء، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مرة ” من كان عنده طعام اثنين، فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة، فليذهب بخامس، بسادس” وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم بعشرة” رواه مسلم، وعن سهل بن حنيف رضي الله عنه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء أى فقراء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قال عادني أى زارني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني” رواه أبو داود.

 

وأيضا مواساة السيدة خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها، فأحسن الثناء، قالت فغرت يوما، فقلت ما أكثر ما تذكرها حمراء الشدق، قد أبدلك الله عز وجل بها خيرا منها، قال “ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء” رواه احمد، وأيضا مواساة أبي بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟” مرتين، فما أوذي بعدها رواه البخاري.

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن مم أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي، لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته،لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ، إلا باب أبي بكر” رواه البخاري، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر” رواه الترمذى، إن تعاليم الشريعة الإسلامية تهدف إلى تحقيق التكافل بين الأفراد في جميع نواحي الحياة، والفرد في المجتمع المسلم جزء من كل، فإن الفرد مسؤول عن الجماعة، والجماعة مسؤولة عنه، فهل بعد هذه الكفالات والضمانات الموجودة في الشريعة الإسلامية المباركة، نحتاج إلى البحث عن ضمانات أخرى أو قوانين بشرية تنظم لنا أمور حياتنا وتؤمن لنا مستقبل حياتنا؟

 

فيمكن أن نوجز ثمرات المواساة في أن المواساة تكسب المسلم حب الله تعالى، ثم حب الناس، وأنها دليل حب الخير للناس، وأنها تشيع روح الأخوة الصادقة بين المسلمين، وتقوي العلاقات بين جميع المسلمين، وتساعد على قضاء حاجات المحتاجين، وتدخل السرور على المسلم، وتجعل صاحبها من المسرورين يوم القيامة، وأن المواساة من أحب الأعمال الصالحة إلى الله تعالى، وأن المواساة تدعو إلى الألفة، وتؤكد معنى الإخاء، وتنشر المحبة بين أفراد المجتمع، وأن المواساة تذهب الحسد، وتميت الأحقاد من قلوب الناس، وإن الذين يسعون إلى تقرير المواساة، والتكافل الاجتماعي لن يجدوا تكافلا اجتماعيا أعظم من كفالة الإسلام لغير المسلمين، الذين يعيشون على أرضه، وفي ظل عدل الإسلام وسماحته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى