مقال

الدكروري يكتب عن نزول المصائب على الإنسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نزول المصائب على الإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن نزول المصائب على الإنسان هو أجر يسوقه الله تعالى إليه إذا احتسب الأجر والثواب حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام “إن المؤمن يؤجر على عمله كله حتى على الشوكة يشاكها” وقال عليه الصلاة والسلام “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن” وبين النبي عليه الصلاة والسلام لما دخل على السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وإذا هي تشتكي الحمى وقد عصبت رأسها وظهر ألمها فقال عليه الصلاة والسلام “ما خطبك يا عائشة؟ قالت الحمى، الحمى لا بارك الله فيها فقال عليه الصلاة والسلام “لا تسبي الحمى لا تسبي الحمى فإنها تأكل خطايا ابن آدم كما تأكل النار الحطب” وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما شيئا، رواه البخاري، قال الإمام النووي رحمه الله فى قوله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم، وهو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك، وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه، أو من مال اليتيم بولاية شرعية، وقال ابن بطال رحمه الله، حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أطعموا الجائع، وعُودوا المريض، وفكوا العاني ” أى الأسير” رواه البخاري، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

 

“ما من مسلم يعود مسلما غدوة أي صباحا، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية، أي مساء، إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف، أي بستان في الجنة” رواه الترمذي، وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر، أي أول النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أي خرقوها وقوروا وسطها أو العباء، متقلدي السيوف، عامّتهم من مضر وهى اسم قبيلة، بل كلهم من مضر، فتمعّر، أي تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلال فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال ” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا”

 

وقرأ الآية التي في سورة الحشر ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برّه، من صاع تمره حتى قال ولو بشق تمرة، قال فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، كأنه مذهبة، أي يستنير فرحا وسرورا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء” رواه مسلم، والنمار هى شملة مخططة بلون النمر.

 

وقال الإمام النووي رحمه الله، سبب سروره صلى الله عليه وسلم هو فرحه بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله، وامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين، وشفقة المسلمين بعضهم على بعض، وتعاونهم على البر والتقوى، وينبغي للإنسان إذا رأى شيئا من هذا القبيل أن يفرح ويظهر سروره، فيا من ابتليت في ولدك أو نفسك أو مالك أو زوجك، اعلم أن الله ما ابتلاك ليعذبك، وإنما ابتلاك ليمحصك فاثبت وارضى، واعلم أنه حكيم في قضائه، رحيم بعباده، واعلم أنه ما ابتلاك إلا لأنه أراد بك الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من يرد الله به خيرا يصب منه” رواه البخارى، فعليك أخي المبتلى برفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل فهو وحده من يجيب المضطر، ويكشف الضر، فسبحانه القائل فى سورة النمل ” أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى