مقال

ليبيا الى اين ؟ 

جريدة الاضواء

ليبيا الى اين ؟

بقلم /يوسف احمد المقوسي

 

هذا سؤال كثير ما يطرح من قبل الليبيين وخاصة الحريصين على ليبيا الا انهم لم يجدوا الجواب الشافي واذا وجدت اجوبة فالاجوبة متعددة ومختلفة مصدرها المشاعر والعواطف والمصالح الخاصة بعضها متفائلة وبعضها متشائمة لم تنطلق من الواقع من العقل من النظرة الموضوعية لهذا تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

فاي نظرة عقلانية موضوعية لمستقبل ليبيا تقول لك ان ليبيا تسير الى المجهول

اثبت الواقع ان الليبيين غير قادرين على حكم انفسهم بانفسهم لاننا لا نزال نعيش في قيم واخلاق العبودية والعشائرية البدوية التي ترفض الدولة والقانون والحرية واحترام الاخر ورأيه ومعتقده وكل واحد منا او مجموعة تقول انا الاول انا وبس والاخر لا يصلح للحكم والاخر لا يصلح للحياة

انه شعب جبل على العبودية والرق والكره للحرية والحب للعبودية الى درجة الموت في سبيلها فاصبحت هذه الرذائل هي التي تتحكم به وهي التي تمثل قيمه واخلاقه لا قدرة له على مغادرتها بل المغادرة منها او التخلي عنها يعني العار يعني الخروج على الدين والاخلاق

من الطبيعي شعب بهذا الجهل والتخلف غير قادر على حكم نفسه بنفسه وتركه وشأنه سيقتل بعضه بعض ويتحول الى مصدر ارهاب وتخريب الى من حوله والى العالم كله وهذه حقيقة اغلبية الشعوب العربية لهذا يتطلب من المجتمع الدولي من الامم المتحدة الدول الكبرى التدخل لحماية ليبيا والليبيين من خلال فرض الوصاية الدولية وتنسيب دولة كبرى تدير شئوون ليبيا لفترة زمنية لا تقل عن مائة عام من اجل ان نتعلم الكرامة والحياة الحرة من اجل ان نتعلم استخدام العقل ان نتعلم احترام اراء بعضنا لبعض معتقدات بعضنا لبعض من اجل ان نبني وطننا ونسعد شعبنا كيف نكون صادقين مع انفسنا ومع غيرنا كيف نقدس العلم والعمل وكيف نفتخر بعلمنا وعملنا لا بانسابنا واصلنا

للأسف رغم التغيير الذي طرأ على كل العالم حتى الذين يعيشون في غابات افريقيا عراة حفاة الا ان التغيير لم يشمل الليبيين وكأننهم نعيشون في عالم آخر لا علاقة له بهم رغم انهم يستخدموا كل ما ينتجه هذا العالم من سلع ومواد لم نرتفع الى مستواه في الوعي والمعرفة لا زالوا نعيشون عشائرية ما قبل الاسلام قبائل بعضها يغزوا بعض وبعضها يسبي نساء بعض وينهب مال بعض لا زالت الاعراف العشائرية وشيوخها المتخلفة والقيم البدوية الصحراوية هي التي تحكمهم الى الان لا تعرف معنى الوطن معنى الانسان

هل تصدقون هناك من يرفض تأسيس جيش وطني ليبي ويصر على تسميته بأبناء العشائر

فماذا يدل هذا الاصرار اليس دليل على انهم يسيرون الى الخلف

لهذا على المجتمع الدولي الامم المتحدة الدول الكبرى الاسراع في حماية ليبيا والليبيين وفرض الوصاية الدولية وتنسيب الدولة التي تدير شئوون ليبيا واعلموا لا تجدوا اي معارضة من قبل الاغلبية المطلقة من ابناء ليبيا نعم ستجدوا معارضة من قبل اللصوص والقتلة والعناصر الفاسدة بحجة الكرامة والشرف والقيم والدين والحقيقة انهم العدو الاول والاخير للكرامة والشرف والقيم والدين

فهذه الوسيلة الوحيدة لانقاذ ليبيا والليبيين من الضياع ومن الموت والعذاب والوسيلة الوحيدة لبناء ليبيا وتقدمها وتطورها ورفع ليبيا والليبيين من الظلام والعبودية الى النور والحرية

الذي يسمع خطابات وتصريحات جميع المسئولين في ليبيا يخرج بنتيجة واحدة انهم جميعا لصوص منا فقون كاذبون يقولون غير ما يفعلون وظاهرهم غير باطنهم كل الذي يهمهم ويشغلهم هو مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية فقط وكل واحد يريد الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وبما انهم لا شيء ولا قيمة لهم فجعلوا من الدين القومية الطائفة العشيرة المنطقة وسيلة للوصول الى ذلك الكرسي وهكذا انقسم الليبيون تبعا لأهواء ورغبات هؤلاء السياسيين وهكذا ازداد الفساد والفاسدين وتفاقم الارهاب والارهابين في كل المجالات وفي كل الاتجاهات

فلا شرف ولا شريف ولا وطن ولا وطني

لا شك هناك من يزعل ويغضب ويقول هناك وطنيون مخلصون صادقون ومضحون ويضحون من اجل شعبهم ووطنهم ولا يريدون اي شي سوى حرية وسعادة الوطن والشعب

وانا اقول نعم هناك واقدم اعتذاري الا انهم قلة لا قدرة لهم على صنع وخلق اي شي

هذا يعني ان مستقبل ليبيا والليبيين الى المجهول الى التقسيم الى كل من يده له الى الحروب الاهلية عشائرية دينية طائفية عنصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى