مقال

الدكروري يكتب عن التوكل واليقين والثقة بالله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التوكل واليقين والثقة بالله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن المسلم متى ما حفظ أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالانتهاء، وحدوده بالوقوف عليها وعدم تجاوزها حفظه الله في الدنيا وبعد الممات، وحفظه في دينه وأهله وماله وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما “احفظ الله يحفظك” واعلموا أن التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب من عوامل النجاة، فلا ينبغي على المسلمين اليوم أن يتواكلوا وينتظروا خرق النواميس الكونية، ليتحقق لهم النصر بل لابد من الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة، ومن ثم التوكل واليقين والثقة بالله ليأتي النصر والفرج، وقد دل على ذلك استعداد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للهجرة الاستعداد الكامل، والاستعانة بالخبرة ومعرفة الطرق والخروج خفية وتسمع الأخبار ونحوها، وقد دلت الهجرة النبوية على فضل المسجد ودوره في التربية والتعليم، وتوحيد الكلمة، ورص الصف.

 

ويتجلى ذلك في أن أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دخوله المدينة المنورة بناء المسجد، ومشاركة الصحابة رضوان الله عليهم في البناء، وقد مدح الله أهل الإيمان أنهم يسبحون الله ويكبرونه، وإن الأخوة الإيمانية القائمة على أساس العقيدة الصافية، سبب في بناء المجتمع وتحصينه من الآفات والتصدع، ويتجلى ذلك من الهجرة النبوية بعقد الإخاء الذي جمع المهاجرين والأنصار، فحري بنا أن تتوحد كلمتنا، وتجتمع أمتنا على الحق، وتتوافق الرايات تحت مظلة الإسلام والإيمان، وأن ننبذ التعصب للقبيلة أو الجنسية أو اللون أو النسب أو المذهب أو العرق، وأن نكون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فلا تنتهي العلاقات الأخوية بين المصلين بمجرد الخروج من الصلاة، ولقد كان التأييد من الله عز وجل للمسلمين.

 

بإسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وقد أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة، والأغلب أنه أسلم في شهر ذي الحجة‏، وكذلك‏ إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخلال هذا الجو الملبد بغيوم الظلم والعدوان أضاء برق آخر أشد بريقا وإضاءة من الأول، ألا وهو إسلام عمر بن الخطاب، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا الله تعالى لإسلامه‏، فعن ابن عمررضى الله عنهما، وعن ابن مسعود وأنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏ “‏اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏‏ بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام” رواه الترمذى، فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه‏، وبعد إدارة النظر في جميع الروايات التي رويت في إسلامه يبدو أن نزول الإسلام في قلبه كان تدريجيا.

 

وخلاصة الروايات مع الجمع بينها في إسلامه رضي الله عنه‏ أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فكان أحبهما إلى الله عمر رضي الله عنه‏، وبعد إدارة النظر في جميع الروايات التي رويت في إسلامه يبدو أن نزول الإسلام في قلبه كان تدريجيا، وخلاصة الروايات مع الجمع بينها في إسلامه رضي الله عنه‏ أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته، فجاء إلى الحرم، ودخل في ستر الكعبة، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، وقد استفتح سورة ‏”الحاقة ” فجعل عمر يستمع إلى القرآن، ويعجب من تأليفه، قال‏ فقلت أي في نفسي‏ هذا والله شاعر، كما قالت قريش، قال‏ فقرأ ‏”إنه لقول رسول كريم، وما هو بقول شاعر، قليلا ما تؤمنون” قال قلت كاهن، قال “ولا بقول كاهن، قليلا ما تذكرون، تنزيل نت رب العالمين” قال‏‏ فوقع الإسلام في قلبي‏،‏ وكان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه.

 

لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية، وعصبية التقليد، والتعاظم بدين الآباء هي غالبـة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه، فبقى مجدا في عمله ضد الإسلام غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة، ومنها إسلام أخته و زوجها رضي الله عنهما، ومنها أيضا بعض المعجزات التي رآها عمر بن الخطاب بعينها تدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم، وفي نهاية المطاف أعلن عمر بن الخطاب إسلامه بكل قوة و ثبات، فقد روى ابن إسحاق أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال‏ لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله صلى الله عليه وسلم عداوة، قال‏ قلت‏ أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه، فخرج إليّ، وقال‏ أهلا وسهلا، ما جاء بك‏؟‏ قال‏‏ جئت لأخبرك إني قد آمنت بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه و سلم، وصدقت بما جاء به‏، قال‏‏ فضرب الباب في وجهي، وقال‏‏ قبحك الله، وقبح ما جئت به‏.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى