مقال

الدكروري يكتب عن طريقة الوعظ والإرشاد

الدكروري يكتب عن طريقة الوعظ والإرشاد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن سلوك الطفل في طور نشأته، يتأثر بسلوك والديه، ومعلميه، فبادرت الشريعة الإسلامية إلى وضع الأسس التي تنبني عليها الأسرة، وبينت دور كل فرد في الأسرة، ووضحت كيفية توطيد أركان البيت المسلم، ودعت جميع المسلمين إلى يكونوا قدوة حسنة في جميع تعاملاتهم مع كل الناس، وخير قدوة يقتدي به الناس هو النبي صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة وقائدها، فقد كان عليه الصلاة والسلام مثالا وقدوة عظيمة يقتدي بهديه جميع المسلمين، وهناك أيضا من الوسائل هى الموعظة، حيث يكون وعظ الإنسان بتذكيره، وإبداء النصيحة له، حتى يلين قبله ويرق، مما يدفعه إلى التوبة، ومعالجة سريرته وإصلاحها، ثم المبادرة إلى عمل الخيرات، واتباع السلوك المستقيم لينال الخير في الدنيا والآخرة، والواعظ الذي يرشد الناس دائما ما يكون متصفا بالأخلاق الفاضلة، والسلوكات الصحيحة.

 

وأن تكون أقواله وأفعاله مصدر ثقة وإعجاب للناس، وقد جعلت التربية الإسلامية الوعظ من الطرق الأساسية التي يتبعها الوالدين في إرشاد إبنائهم، ودعت الآباء إلى اجتناب التمييز بين الأبناء في المعاملة مما يكون سببا في دفع الأبناء إلى اتخاذ سلوكيات شاذة وضارة بالآخرين، وأيضا من الوسائل هى القصة، حيث تميزت القصة بتأثيرها الكبير على نفس المستمع، سواء كان المستمع طفلا صغيرا أو رجلا كبيرا، وتعد القصص من طرق تنمية الخيال عند الأطفال وذلك لشدة تفاعلهم مع أحداث القصة وشخصياتها، والقصة تزيل عن الطفل شعور النقص المتولد لديه، وتهدأ من قلقه وتوتره، كما وتعمل القصة على تطوير فكره، وتنمية قدراته العقلية، وتعد القصة وسيلة تربوية مهمة تأثر في حياة الإنسان، وتهذب طبعه وسلوكه، ولهذا أكثر القرآن الكريم من سرد قصص الأقوام السابقين.

 

وذلك لما فيها من عبرة وعظة، وقدرة على مخاطبة الناس على اختلاف أعمارهم وأحوالهم، وأيضا من الوسائل هى الممارسة والتطبيق العملي، حيث يعد التطبيق العملي للقيم والآداب الدينية من أفضل وسائل التربية الإسلامية وذلك لأن الممارسة الفعلية تؤدي إلى معالجة الأخطاء، وتقوية الذاكرة وعدم النسيان، وتغرس القيم والآداب في النفوس، وترسخها في القلب والعقل، مما يجعلها طبائع مكتسبة يداوم الفرد على فعلها، فتعويد الطفل الصغير على أداء الصلاة في وقتها يعينه على المحافظة عليها، وكذلك اعتياد جميع أنواع الطاعات والأعمال الصالحة لها أثر كبير في تربية نفس المسلم، واستقامته، وقد اتبع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منهج التطبيق العملي في دعوته وتعليمه لأصحابه فكان يصلي أمامهم حتى يقتدوا بصلاته وسنته، وأيضا من الوسائل هى العقوبة.

 

حيث تستخدم التربية الإسلامية أسلوب العقاب في الحالات الإضطراريّة فقط، ولا يلجأ إليها المربي إلا عند الحاجة والضرورة، ولا يقوم بها المربي إلا عند استفاذ وسعه في استعمال جميع الأساليب الأخرى، والعقوبة هي أسلوب حاسم لا يستعمل مع كل الأفراد، وينبغي على المربي أو الوالدين اتخاذ منهج الوسطية، في التعامل مع الأبناء فاللين الزائد والرقة المفرطة والحرية المطلقة تؤدي إلى إفساد سلوك الطفل، وكذلك الشدة والحزم المفرط يؤدي إلى انحراف سلوك الطفل فلا بد من الحزم في مواضع معينة، ولا بد من اللين والرفق في مواضع أخرى مناسبة، ويتمحور معنى التربية في اللغة حول إصلاح أمور المتربي، والاعتناء به، وتقديم الرعاية له بشكل دائم ومتعاهد، وللتربية الإسلامية مصادر أساسية تستمد منها منهجها، وهذه المصادر هى القرآن الكريم.

 

حيث يعد القرآن الكريم أهم مؤثر في تربية نفس النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” كان خلقه القرآن” فكانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع جوانبها تسير وفق تربية القرآن الكريم ومنهجه، وأما الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، فقد كان تعلمهم للقرآن الكريم مقرونا بالعمل به، وتطبيق ما جاء فيه فكان للقرآن الكريم أثر واضح عظيم في تربية نفوسهم وإصلاحها، وذلك لما يمتاز به القرآن الكريم من روعة في أسلوبه، ومخاطبته للعقل بشكل يثير العاطفة الإنسانية، ويتماشى مع فطرتها السليمة، وأيضا من المصادر هى السنة النبوية المشرفة، حيث تعد السنة النبوية هي الموضح والمكمل لما ورد في القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى