ما عاد الزمان مثلما كان عليه من قبل، وما عادت أخلاق البشر مثل أخلاق من سبقوهم منذ زمن، وما عادت ردود الأفعال مثل ما كانت عليه من قبل.
أشياء كثيرة تغيرت وتبدلت في حياتنا، ما عاد الصديق مخلصا، وما عاد الابن بارا، وما عادوا الأخوة يدا واحدة، وما عاد الزوجين مخلصان، وما عاد الحب كما عهدناه من قبل.
ماذا حدث؟ وما الذي زرعناه حتى نجنيه شوكا هكذا؟
حياتنا تغيرت، والبركة قلت، والإخلاص ذاب، حتي الدم تجمد، لم نعد نسمع الجملة التي كنا نسمعها كثيرا منذ زمن بأن “ده من لحمي ودمي” “الظفر ميطلعش من لحمه” وتلاشت أيضا عبارة “إحنا أكلنا عيش وملح سوا”
انتشر الجفاء بين الأهل والأحبة، وعم الصمت والصراع بين الأزواج، وكثرت المشاكل والخيانة بين الأصدقاء؛ كل هذا بسبب تصرفاتنا وأنانيتنا واهتمام كل شخص بذاته وبيته فقط، دون النظر لمن حوله من أهل وأحبة وأصدقاء وأقارب.
إلى متى سنظل في تلك الغفلة، إلى متى سنظل في البعد عن ديننا وعن القيم التي نشأنا عليها وتعلمناها من آباءنا وأجدادنا.
أفيقوا أيها البشر، تصالحوا مع أنفسكم كي تستطيعون التصالح مع غيركم، فكم من شخص فقد عزيز لديه وهما في خلاف وتندم على عدم صفحه عنه قبل فوات الأوان.
