مقال

الدكروري يكتب عن في ذكري مقتل الحسين 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن في ذكري مقتل الحسين

بقلم / محمـــد الدكـــــروري

 

إن أي عمل يدل على الجزع والتسخط وعدم الرضا بقدر الله فإنه محرم، ويضاف إلى هذه الأعمال البدعية المؤذية للأبدان من حماقة وسفاهة وتشويه لصورة الإسلام وتنفير لغير المسلمين من الدخول فيه، وقد رأينا بعض وسائل الإعلام العالمية المعادية تحرص على نشر هذه الأعمال البدعية التي تحدث خلال الإحتفالات الشيعية بذكري مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه بالصوت والصورة، زاعمة بأن هذا هو الإسلام فمن كان مشتاق إلى الضرب فليدخل في هذا الدين على حد زعمهم، والعجيب من أمر الرافضة أن أبا الحسين رضي الله عنهما كان أفضل منه، وقتل يوم الجمعة وهو خارج إلى صلاة الفجر في السابع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة.

 

ولا يتخذون مقتله مأتما، وكذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد قتل وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين للهجرة، وقد ذبح من الوريد إلى الوريد ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، وكذلك الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر ويقرأ القرآن ولم يتخذ الناس يوم قتله مأتما، كما يفعل هؤلاء الجهلة يوم مصرع الحسين رضي الله عنه، ويوم عاشوراء اليوم الذي قال فيه موسى لقومه لما قالوا له وهم يرون فرعون وجنوده خلفهم ” إنا لمدركون” قال موسى بلغة المؤمن الواثق من وعد الله “كلا إن معى ربى سيهدين” إنه فضل وأهمية التوحيد والاستسلام في الملمات.

 

وتفويض الأمر إلى الله وحده، فمهما حمل لنا الدهر من نكبات فإن الله معنا يسمع ويرى ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ويوم عاشوراء حُق لكل مؤمن أن يعرف قدره ومقداره، وأن يتيقن فيه من سنة الله الكونية في نصرة أوليائه الذين ينافحون عن دينه ودحر أعدائه الذين يعارضون شرعه في كل زمان ومكان، ويوم عاشوراء فيه رسالة أن الباطل مهما انتفخ وانتفش وتجبر وتغطرس وظن أنه لا يمكن لأحد أن ينازعه، أو يرد كيده وباطله أو يهزم جنده وجحافله فإن مصيره إلى الهلاك وعاقبته هي الذلة والهوان، فهذا فرعون الطاغية بلغ به التكبر والغرور أن يدّعي الألوهية، وأن يعلن للناس بكل جرأة وصفاقة ” ما علمت لكم من إله غيرى”

 

وأن يقول بملء فيه من غير حياء ولا خجل ” أنا ربكم الأعلى” ولكنه حين حل به العذاب لم يغنى عنه ملكه وسلطانه، ولا جنده وأعوانه، ولا تبجحه وادعاؤه، فقال تعالى ” فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن فى ذلك لعبرة لمن يخشى” ويوم عاشوراء قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ” فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” أن الله عز وجل اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم، ولقد كان أهل الجاهلية يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه، قال عثمان النهدي كانوا يعظمون ثلاث عشرات، العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى